في خطوة جديدة تعكس التزام هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" بتعزيز المشهد الثقافي المحلي، تنظم الهيئة النسخة الثالثة من "ملتقى تعبير الأدبي" الذي سيعقد يومي 26 و27 نوفمبر في مكتبة محمد بن راشد.
هذا الملتقى، الذي يبرز الإنتاج الأدبي المحلي ويستعرض قضايا الأدب والشعر والدراسات الإنسانية، يمثل نقطة انطلاق جديدة نحو تطوير الثقافة الإماراتية وتعزيز دورها في المجتمع المعاصر.
تحت مظلة "منصة تعبير"، سيتضمن الملتقى أجندة حافلة بالفعاليات الثقافية المتنوعة التي تشمل ندوات، جلسات نقاشية، وورش عمل تفاعلية، بمشاركة نخبة من المبدعين والكتاب والمثقفين الإماراتيين.
ومن أبرز هذه الفعاليات، ندوة "سحر الغموض: الألغاز والأسرار في عوالم الأدب والشعر"، التي يشارك فيها الباحث عبدالله الهامور، الكاتب فهد المعمري، والشاعرة شيخة المطيري، برئاسة الإعلامي سعيد المعمري. وستتناول الندوة مفهوم الغموض والأسرار في الأدب وكيف تساهم في جذب انتباه القارئ وتعميق تجربته الأدبية.
كما ستقام ندوة "النظرية النفسية في الأدب وتأثيراتها المتبادلة" بمشاركة الدكتور حسين مسيح، الأديب علي أبو الريش، والكاتبة عائشة سلطان، حيث سيناقش المشاركون الدور الذي تلعبه النظريات النفسية في بناء الشخصيات الأدبية وكيفية تأثيرها في تطوير النصوص الأدبية. بينما تستعرض جلسة "التفاعل الخلّاق: الأدب والمسرح بين النص والتجسيد"، التي يديرها الشاعر والإعلامي عيضة بن مسعود، العلاقة الوثيقة بين الأدب والمسرح وكيفية تجسيد النصوص الأدبية على خشبة المسرح.
وفي خطوة تواكب التطور التقني، ستتضمن أجندة الملتقى جلسات تفاعلية تحمل عنوان "فضاءات 6 – عوالم مبدعة وتجارب مُلهمة". ستجمع هذه الجلسات مجموعة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين لتبادل التجارب الإبداعية في مجالات الأدب والبحث التاريخي والتراث الشعبي. يشارك في هذه الجلسات مجموعة من الأسماء اللامعة مثل الدكتور إبراهيم الدبل، الروائية صالحة عبيد، الباحث الدكتور حمد بن صراي، والناقدة د. مريم الهاشمي، بالإضافة إلى المؤرخين والشعراء الذين سيتناولون قضايا الأدب والهوية الثقافية الإماراتية.
ولأن الملتقى لا يقتصر فقط على الفعاليات النقاشية، فقد تم تخصيص مجموعة من ورش العمل التي تركز على تطوير مهارات الكتابة والإبداع. ورشة "كيف تكتب نصًا يحقق ملايين المشاهدات؟"، التي تقدمها الكاتبة هند المشهور، ستكون فرصة رائعة للكتاب الناشئين لاكتساب تقنيات الكتابة بأسلوب جذاب يحقق انتشاراً واسعاً. ومن جهة أخرى، تستعرض المدربة جيهان محمد صفر في ورشتها "تحويل الكلمات إلى ثروة" كيفية تحويل الإبداع الأدبي إلى مشاريع اقتصادية ناجحة، والمساهمة في دعم الكتاب الشباب وتحفيزهم لتطوير مهاراتهم وتحقيق النجاح في مجالات جديدة.
الجانب الشعري سيكون حاضراً بقوة في الملتقى من خلال الأمسيات الشعرية التي يشارك فيها شعراء مميزون مثل عيضة بن مسعود، عوض بالسبع الكتبي، وعبدالله الهدية، بالإضافة إلى العديد من الأسماء الإماراتية اللامعة. هذه الأمسيات توفر منصة تفاعل بين الشعراء والجمهور، وتسمح للجمهور بالاستمتاع بجماليات الشعر الإماراتي المعاصر.
وفيما يخص دور "دبي للثقافة" في تنظيم هذا الحدث، أشار محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في "دبي للثقافة"، إلى أن الملتقى يمثل ترجمة حقيقية لجهود الهيئة في النهوض بالقطاع الثقافي الإماراتي. وأوضح الحبسي أن الملتقى ليس مجرد حدث أدبي، بل هو منصة تفاعلية تهدف إلى مد جسور التواصل بين الأجيال الأدبية المختلفة، بما يعزز من دور الأدباء والمبدعين الشباب في المشهد الثقافي المحلي. وأضاف أن الملتقى يعد حافزاً لتشجيع الكتاب على التعبير عن آرائهم ومواهبهم؛ ما يسهم في إثراء الحركة الأدبية المحلية.
من خلال هذا الحدث الثقافي الكبير، تواصل دبي تأكيد مكانتها كمركز ثقافي عالمي، حيث يجمع بين الحداثة والتقاليد، ويقدم نموذجاً يحتذى به في كيفية دعم الأدب والفنون في المنطقة.