جلال برجس هو روائي بارز من الأردن، اشتهر بأعماله الأدبية التي تعكس عمق التجربة الإنسانية وفهمه العميق للطبيعة البشرية.
كما يعتبر برجس أحد أبرز الكتاب العرب الذين تألقوا في الساحة الأدبية المعاصرة، حيث استطاع من خلال رواياته أن يعبر عن قضايا اجتماعية وفكرية بأسلوب سردي فريد.
تتسم أعماله بالحساسية والقدرة على استكشاف جوانب الحياة المختلفة، وقد لاقت العديد من رواياته جوائز عربية وعالمية واهتمامًا واسعًا من القراء والنقاد على حد سواء.
في هذا اللقاء مع "فوشيا"، يشارك جلال برجس بعضًا من تأملاته حول علاقته بالكتاب والقراءة، ويكشف عن كيفية تأثير الأدب على مسيرته الأدبية.
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
بدأت علاقتي بالكتاب منذ طفولتي، وتحديدًا في مرحلة المدرسة الإعدادية؛ في تلك الفترة، نصحني عمي عزيز، الذي عاد للتو من إجازة في أوروبا الشرقية، بقراءة رواية "البؤساء" لفيكتور هوغو.
قال لي ذلك وهو يضحك، فظننت في البداية أنه يمزح، مما دفعني إلى التوجه إلى المكتبة العامة واستعارة الرواية.
كانت تلك اللحظة بمثابة نقلة لي، حيث صعدت شجرة سرو قرب منزلنا وأنا أقرأ، لتأخذني الرواية إلى باريس في خيالي. من تلك اللحظة يمكنني القول إنني وقعت في غرام الكتب.
ماذا تقرأ اليوم؟
بعد أن انتهيت من كتابة روايتي الأخيرة "معزوفة اليوم السابع"، عدت إلى عالم القراءة مجددًا.
في الوقت الراهن، أقرأ في مجالات متنوعة مثل الرواية، الفلسفة، بعض كتب التاريخ، والشعر. أما هذا الأسبوع بالتحديد، فأنا أستمتع بقراءة المجموعات الشعرية للشاعرة الكويتية أفراح آل الصباح.
من كاتبك المفضل؟
لا أملك كاتبًا واحدًا مفضلًا. أقرأ بكثرة ما يصدر في الساحة الأدبية العربية والعالمية، لكن هناك مجموعة من الكتاب الذين أحرص على متابعة أعمالهم، بل وأعيد قراءتها بين الفينة والأخرى. من بين هؤلاء: نجيب محفوظ، غالب هلسا، جمال الغيطاني، سكارميتا، سراماغو، ماريو فارغاس يوسا، وكافكا.
متى تقرأ؟
قراءة الكتب ترافقني على نحو دائم. أقرأ في أثناء تنقلي إلى العمل، حيث تستغرق رحلتي حوالي أربع ساعات يوميًا.
زيادة على ذلك، أخصص وقتًا في المساء لقراءة الكتب في المنزل. وعند السفر، لا أتوانى عن القراءة في المطار، وعلى متن الطائرة، وفي أي مكان أذهب إليه.
هل ترتبط القراءة لديك بطقوس معينة؟
لا أتبنى طقوسًا ثابتة للقراءة. منذ أن أبدأ في قراءة الكتاب، أعيش في عالمه، وأفقد الاتصال بكل ما يحيط بي، القراءة بالنسبة لي هي حالة من الانفصال عن الواقع والدخول إلى عالم آخر.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
اهتم بالمجلات الثقافية والملاحق الثقافية في الصحف. ما يثير انتباهي على نحو خاص هو الفن الروائي وما يُكتب حوله، بالإضافة إلى الفلسفة وعلم النفس، وخصوصًا أعمال كارل غوستاف يونغ.
بين الإلكتروني والورقي… أيهما الأحب أو الأقرب إليك؟
رغم تنامي تأثير الكتاب الإلكتروني، إلا أنني ما زلت أتمسك بالكتاب الورقي. لا أعتقد أن الكتاب الورقي سيختفي يومًا ما، بل سيظل له محبوه حتى من الأجيال التي نشأت في عصر التقنية الحديثة. الكتاب الورقي ليس فقط الأصل، بل هو الأنسب للطبيعة الإنسانية.
