حلَّق صوته عذبًا عبر أثير الإذاعات، وترنمت به القلوب في كل أنحاء الوطن العربي، تاركًا بصمة لا تُمحى في سجل الأغنية الخليجية. إنه الفنان القطري علي عبد الستار، سفير الأغنية القطرية، الذي حَظِي بحب الجماهير وتقديرهم طيلة مسيرته الفنية الممتدة لعقود.
في حوار حصري لموقع "فوشيا"، يكشف لنا "عبد الستار" عن رحلته الفنية الملهمة، مُتحدثًا عن أهم المحطات التي مر بها، وأبرز التحديات التي واجهها، وأهم الشائعات التي طالته، ناهيك من رؤيته للفن القطري والعربي، وخططه المستقبلية لإسعاد جمهوره العريض.
من هو الفنان القطري علي عبد الستار؟
مغني قطري فخور بمساهمتي مع زملائي الفنانين في نشر الأغنية القطرية، ومنذ بداياتي في الثمانينيات، حرصتُ على الاستمرارية في تقديم الفن القطري الأصيل، ولم أتوقف يومًا عن العطاء والمشاركة في مختلف الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية.
شرفني حصولي على قانون التفرغ من حضرة صاحب السمو أمير البلاد، مما سمح لي بتكريس نفسي لتمثيل قطر خير تمثيل في المحافل الخارجية، وأؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية الأغنية القطرية ودورها في التعبير عن هويتنا وثقافتنا، وسأواصل العمل جاهدًا للارتقاء بها ونشرها على نطاق أوسع.
حدثنا عن لقب "سفير الأغنية القطرية" الذي حصلت عليه؟
بصفتي حامل لقب "سفير الأغنية القطرية"، فخرٌ لي أن أحمل هذا اللقب العريق إلى جانب العديد من الألقاب الأخرى مثل "عندليب قطر" و"سفير الأغنية" و"فنان العرب".
وتُمثل هذه المجموعة من الألقاب شرفًا كبيرًا لي وتُلقي على عاتقي مسؤولية تمثيل الأغنية القطرية بأفضل صورة ممكنة.
كيف تتعامل مع الشائعات التي تتعرض لها، وما أكثر شائعة أزعجتك؟
في عالم الفن، لا يمكن للفنان أن يهرب من الشائعات، في كل لحظة، وفي كل مكان، تجد شائعة جديدة تلاحق الفنانين، وهناك شائعة واحدة أثرت فيّ تأثيرًا كبيرًا، وأثّرت في حياتي الشخصية بطريقة لم أكن أتوقعها.
الشائعة التي أزعجتني أكثر هي التي نُقلت لوالدتي عن طريق الهاتف؛ إذ أبلغوها بوفاتي في حادث، وكانت صدمة كبيرة لها، ولا يمكنني أن أنسى اللحظة التي تلقيت فيها الخبر من والدتي، فكانت منهارة، وكانت واحدة من أصعب اللحظات في حياتي، فلم تكن الشائعة مجرد كذبة، بل كانت كابوسًا حقيقيًّا.
كيف ترى الفن القطري؟ وهل هو منافس قوي الآن؟
يتمتع الفن القطري بقدرة تنافسية عالية وقوة هائلة، وتشهد الأغنية القطرية تطورًا مستمرًا ومنافسة قوية، وقد برز العديد من الأسماء اللامعة في هذا المجال، مثل الفنان الراحل فرج عبد الكريم، والفنان محمد رشيد، والفنان إدريس خيري، وغيرهم الكثير ممن تعلمنا على أيديهم. واليوم، يحمل الجيل الجديد الشعلة، ويواصل تقديم الرسالة ذاتها، والحفاظ على الأغنية القطرية.
حدثنا عن مشاريعك المستقبلية في المجال الغنائي؟
حظيتُ هذا العام بكثرة الإنجازات وتنوع المشاريع، حيث تم إطلاق مجموعة من الأعمال الناجحة، كان من أبرزها أغنية "توحشتك" من كلمات الشاعر محمد القاسمي وألحان الفنان أدهم.
ولم أتوقف عند هذا الحد، بل خضتُ تجربة جديدة بتقديم ثلاث أغانٍ مصرية للمرة الأولى في مسيرتي الفنية، راغبًا في استكشاف اللهجة المصرية والتواصل مع جمهورها العريق، ويمكنكم الاستماع إلى جميع هذه الأعمال والاستمتاع بها عبر صفحتي الرسمية على موقع يوتيوب.
كيف باتت قطر متربعةً على عرش الثقافة والإعلام والفن؟
بصفتي شاهدًا على التطورات الهائلة التي تشهدها قطر، أستطيع أن أؤكد أنّها لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة جهدٍ دؤوب ومثابرة لا مثيل لها، خاصةً بعد استضافة بطولة كأس العالم 2022 التي أبهرت العالم أجمع.
فقد كُنّا أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث العالمي الضخم، وفُتحنا من خلاله نافذة على ثقافتنا وفنوننا العريقة، تاركين انطباعًا مدهشًا لدى جميع من تابع البطولة.
ولم يتوقف التطور عند ذلك الحد، بل لا يزال يتواصل بوتيرة متسارعة في مختلف المجالات، شملت البنية التحتية والاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والعديد من القطاعات الأخرى.
هل يوجد تعاون بينك وبين أحد المطربين العرب قريبًا؟
من بداية مسيرتي الفنية، حرصتُ على التعاون مع مختلف الفنانين العرب، وشاركتُ في العديد من الأوبريتات، سواءً على مستوى القمم الخليجية أو العربية، وأتيحت لي فرصة التعاون مع العديد من المطربين العرب المميزين.
ما الذي تتطلع إليه أكثر الفترة المقبلة؟
سأكون جزءًا من حدث موسيقي ضخم في قطر خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وسيتضمن الحفل اختيار مجموعة من الأغاني القديمة والجديدة مع توزيع سيمفوني خاص، وسيعزف الألحان أكثر من 150 عازفًا، معظمهم من الأجانب.
سيكون هذا الحفل مميزًا لأسباب عديدة، أولًا، تقديم مزيج فريد من الأغاني القديمة والجديدة مع توزيع سمفوني جديد، ثانيًا، سيضم عددًا هائلًا من الموسيقيين، مما سيخلق تجربة صوتية غامرة، وأخيرًا، ستقام الفعالية في أوركسترا جيتارا السيمفونية في قطر، وهي مكان رائع معروف بتقديم عروض موسيقية عالية الجودة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي أتعاون فيها مع أوركسترا جيتارا السيمفونية في قطر، ففي الماضي، غنيتُ مع مغنيات أوبرا إيطاليات باللغة الإيطالية، وكانت تجربة رائعة، وأنا متحمس لمشاركة الجمهور مرة أخرى.
وتُعرف هذه الحفلات بأنها رسمية، حيث تقدم للجمهور فرصة الاستماع إلى الموسيقى بطريقة جديدة ومثيرة، وممتن لفرصة خوض هذه التجربة مرة أخرى، خاصة مع المستوى العالي من الإنتاجية المتوقع لهذا الحفل، ومع أكثر من 150 عازفًا وكورال ضخم، ستكون هذه تجربة موسيقية لا تُنسى.
كيف ترى وضع الأغنية العربية الآن؟
أؤمن إيمانًا قاطعًا بأن الأغنية العربية لا تزال بخير، بل تتجدد يومًا بعد يوم، وتظهر بثوب جديد، ففي كل فترة تبرز أغنية رائدة تتربع على عرش الأغاني، وتلامس قلوب الملايين.
على يقين من أن الأغنية العربية حافظت على أصالتها ومكانتها المرموقة، فكلماتها لا تزال عميقة ومعبرة، وألحانها مميزة ومتنوعة، وتستمد إلهامها من تراثنا الخليجي والعربي العريق.