هل يستطيع الذكاء الاصطناعي حقًا استدعاء الأقارب المتوفين من وراء القبر؟
يحاول عدد متزايد من الأشخاص معرفة ذلك، حيث يستخدم رواد، مثل المخترع المستقبلي راي كورزويل، الذكاء الاصطناعي لإعادة تكوين الأقارب المفقودين.
وبدأت محاولات كورزويل "لإعادة" والده، الذي توفي عندما كان في الثانية والعشرين من عمره، باستخدام الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من 10 سنوات، وتم تأريخها هذا العام في كتاب فكاهي من تأليف إيمي، ابنة كورزويل.
ابتكر كورزويل "نسخة طبق الأصل" من والده عن طريق تغذية نظام الذكاء الاصطناعي، برسائل والده ومقالاته ومؤلفاته الموسيقية، ولديه الآن خطط أكثر طموحًا لإعادة والده إلى الحياة باستخدام تكنولوجيا النانو والحمض النووي من عظام والده المدفونة.
يمكن لـ "الأب الآلي" التحدث مع كورزويل، ومناقشة تفاصيل حياتهما المشتركة. وقال كورزويل لمجلة رولينج ستون هذا العام: لقد أجريت محادثة معه بالفعل، وشعرت وكأنني أتحدث معه نفسه.
ويعتقد كورزويل أنه سيتم إطلاق شكل من أشكال "الأب الآلي" على نطاق واسع، ما سيمكن الجميع من البقاء على اتصال مع أقاربهم المتوفين من وراء القبر. وأضاف: سنكون قادرين على إنشاء نموذج لغة كبير يمثل شخصًا آخر من خلال الحصول على معلومات كافية عنه. وتوقع كورزويل أنه بحلول عام 2045، سيربط جميع الناس أدمغتهم بالآلات.
وليس كورزويل الشخص الوحيد الذي حاول إحياء أقاربه الموتى، فقد قام رجل يُدعى، جوشوا باربو، بإنشاء نسخة ذكاء اصطناعي لخطيبته المتوفاة، جيسيكا، باستخدام نسخة من GPT-3 من OpenAI.
يستطيع باربو الدردشة مع "صديقته" عبر الإنترنت، من خلال محادثات يواصلان فيها علاقتهما الرومانسية، حتى بعد مرور 8 سنوات على وفاة جيسيكا. وقال جوشوا لصحيفة سان فرانسيسكو: من الناحية العقلية، أعلم أنها ليست جيسيكا حقًا، لكن عواطفك ليست شيئًا عقليًا.
أما المبرمج جيمس فلاهوس، فبدأ ببرمجة نسخة "البوت" بينما كان والده لا يزال على قيد الحياة العام 2016، وذلك لتوفير إجابات على الأسئلة وتسهيل المهمة على الذكاء الاصطناعي. وقال لصحيفة ديلي بيست: كنا نعلم أننا سنخسره، وسعينا جاهدين لإيجاد طرق لتذكره.
ويتوقع العلماء أنه لن يمضي وقت طويل قبل أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من إنشاء صور ثلاثية الأبعاد لأفراد العائلة المفقودين، وملء الكراسي الفارغة حول مائدة العشاء.