يتمرّد طوني ورد على الأفكار العادية، واضعاً الرقي نصب عينيه. طبع اسمه بين كبار المصممين اللبنانيين، وجمع في أفكاره بين البراعة والخطوط الرائعة، لتحطّ تصاميمه على قوام أهم النجمات العالميات، ويشارك في أهم أسابيع الموضة العالمية على رأسها "أسبوع الموضة في باريس". كان لموقع "فوشيا" هذا اللقاء مع طوني ورد، متحدثاً عن أفكاره ومواكبته للتطور الحاصل في عالم "السوشال ميديا".
* حملت مجموعتك الأخيرة للأزياء، عنوان "الجانب الخفي من عدن"، فما سرّ "جنة عدن" التي ألهمت تصاميمك؟
- ألهمت جنة عدن العديد من المصممين. عندما نذكرها تأتي على بالنا مباشرة الأفكار الجميلة واللماعة. أرى فيها كل تصميم ملفت. فيها الكثير من المشاعر المختلطة، من الصراعات والاندفاع نحو الحياة، والطاقة المتفجرة والبحث عن الحلول.
* كانت الأقمشة في المجموعة مميزة والألوان زاهية والتركيز على إبراز الكتفين، فهل صحيح أن الموضة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي؟
- لا تعبّر الاكتاف عن موضة التسعينيات، بل هناك الكثير من التفاصيل التي تعبّر عن موضة تلك الحقبة. من وجهة نظري، أطرح تصاميم ولا أنظر إلى ماذا قدّم غيري. لقد عايشت حقبة التسعينيات، وعملت فيها مع أسماء مهمة في عالم الموضة. كانت تلك الحقبة نقطة تحوّل في عالم الموضة حيث شهدت بداية عالم الخياطة. لقد لعب المصممون اللبنانيون دوراً بارزاً في السنوات العشر الأخيرة، وأوجدوا اتجاهاً جديداً في عالم الموضة. لدينا شغف بالعمل الذي نقوم به، ونلبي طلبات المعلنين والزبائن.
* تعرض تصاميمك في "أسبوع الموضة في باريس"، منذ اكثر من 10 سنوات، ما الذي تبدّل في ذلك الحدث العالمي؟
- لا يزال أسبوع الموضة يحافظ على نفسه ولم يشهد تبدلاً كبيراً. إن الفرنسيين يسعون إلى حماية ذلك الحدث العالمي بشتى الطرق. أستطيع البقاء في باريس، ولكني لست ملتزماً بها. علاقتي مع باريس أشبه بعطاء متبادل، وسأبقى فيها.
* كيف تستطيع الموضة أن تواكب السرعة الحاصلة في "السوشال ميديا" والتكنولوجيا؟
- إنه عالم التواصل، وهو القول ما يريد أن يقوم به الانسان. البعض يراه بعدد المتابعين والمتفاعلين، لكن بالنهاية إن "السوشال ميديا" نافذة على العالم فحسب.
* يقال إن الذكاء الاصطناعي يهدد صنّاع الموضة أيضاً، فهل هذا صحيح؟ وكيف تسخّر ذاك العالم في عالم التصاميم؟
- أنا افكر كثيراً في موضوع الذكاء الاصطناعي. لكن السؤال، هل سيحل مكان الإنسان؟ لا نعرف الجواب بعد، قد نشعر بالخوف منه. لكن حالياً وفي الوقت الحاضر، إن الابداع هو عمل الإنسان، ويخلق الذوق والقلم والرسمة، وإن تلك الصفات لا يملكها الذكاء الاصطناعي.
* تركز دور الأزياء العالمية على لفت انتباه جيل z، أين أنت من هذه الخطوة؟
- يشهد العالم تطوراً كبيراً وعلينا أن نجاريه ونعطيه حقّة. لكن حالياً لا أعير انتباهي لجيل z. لكن على المصمم أن يواكب التغيرات من حوله دون أن يشوّه صورته.
* مبروك فوزك بجائزة "مصمم الهوت الكوتور والعرائس العالمي لعام 2023" من قبل The Emigala Fashion Awards. قدمت مجموعة الأعراس الجديدة، ما الجديد الذي حملته الفساتين؟
- الجائزة تتحدث عني وحصلت عليها قبل بضعة أشهر. لا تهمني الجائزة بقدر ما تهمني النتيجة التي أسعى لتقديمها. إن مجموعة العرائس صورت في نيويورك، وهي بالنسبة لي مجموعة مهمة. تلقيت العديد من التعليقات الايجابية حولها، وآمل أن أستمر بتقديم الأفكار الجديدة.
* في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان والتي انعكست على المصممين، كيف تنخطى كل تداعياتها والتحديات؟
- لقد تخطيت الأزمة بصعوبة بالغة. خسرت مبالغ مالية كبيرة، وتفاجأت بحجم الخسارة. لقد كلفنا الأمر الكثير. لكن تعلّمنا. وما يشعرني بالسعادة، أن اسمي بين المصممين كان قوياً، لدرجة أنه عاد ليعوض خسارتي.