"المرسم هو المكان الذي لا يمكن أن أبادله بأي شيء مادي في العالم"، بهذه الكلمات، عرّف التشكيلي السوري مطيع مراد علاقته بمرسمه، وفي حواره مع موقع "فوشيا" يكشف عن تطور تجربته اللونية المعقدة داخل جدران المرسم.
وتحدث عن علاقة الرياضيات بلوحته، بالقول: أحب الرياضيات لأنها عبارة عن علاقات مجردة، والتعامل معها يقترب من الفلسفة والمنطق.
وأوضح مراد: تخرجت عام 2000 واستمررت بالعمل التعبيري حتى عام 2006، حيث بدأت أتوصل إلى شيء خاص له علاقة بالألوان، بالصدفة قابلت الفنانة سامية حلبي، واكتشفت أنها أنتجت أعمالاً تقارب ما أقدمه حينها، وكان منعطفاً في حياتي، فتوجهت للتفكير بالتجريد بشكل مختلف، لهذا اتجهت للعلاقات الرياضية، وربطت عملي بالإيقاع الموسيقي، وبدأ الأمر يتكثف، وبدأت أدخل بالمعادلات، حتى وصلت إلى متوالية فيبوناتشي.
وانتقل مراد للحديث عن مشروعه الحالي "أنا لست" والذي يشكل سنوات طويلة من البحث، حيث عكف الفنان - المعروف بشغفه بالكمالية - من عام 2017 على التعمق بدراسة الفن نظرياً، متخلياً عن الممارسة العملية لمدة خمس سنوات، إلى أن خرج بهذا المشروع، الذي مهد له بمعرض أقامه العام الماضي في غاليري أيام بدبي، بعنوان "البحث المشترك عن الطريق" والذي كان دعوة لجمهور للمشاركة في إتمام العمل الفني، مع تتبع التعليمات التي تركها الفنان في جزء من الأعمال، وكانت تجربة تفاعلية أراد من خلالها أن يوصل شعور الفنان داخل المرسم إلى الجمهور.
أما عن الأسئلة التي يطرحها مشروعه "أنا لست"، والذي سيكون موضوع معرضه القادم، فيقول: المشروع يلاحق الأسئلة، فالجزء الأول "أنا لست" أجيب عنه بمجموعة أعمال تحكي منظوري عن تأثري بمجموعة من الفنانين الرواد في عالم الفن، ومن خلالها أنتقل إلى (من أنا؟) وهنا أعمل على تكسير القوالب، بمعنى أني قد أجد نفسي بالفن المعاصر وليس الحداثوي، وهنا يكون الجواب عن سؤال (ماهو؟)، بمعنى ماهو العمل الفني في الوقت الحالي.