في حكم قضائي غير مسبوق، أصدرت محكمة الجنايات السادسة في إسطنبول قرارًا بالسجن لمدة 45,376 عامًا و6 أشهر بحق محمد أيدن، المعروف بلقب "توسونجوك"، وشقيقه فاتح أيدن، بعد إدانتهما بتأسيس نظام مالي احتيالي ضخم أطلق عليه اسم "بنك المزرعة"، الذي تسبب بخسائر مالية هائلة لآلاف المستثمرين.
بحسب وسائل إعلام محلية، عُقدت الجلسة في محكمة كارتال بإسطنبول بحضور المتهمين، حيث واجه الشقيقان تهمًا تتعلق بالاحتيال عبر الأنظمة الإلكترونية، وتأسيس وإدارة منظمة إجرامية، وغسل الأموال الناتجة عن الجريمة. وقد قررت المحكمة فرض غرامة مالية تقدر بـ496 مليون ليرة تركية على المتهمين، مع السماح لهما بتسديد المبلغ على مدى 24 شهرًا.
تم تقديم "بنك المزرعة" على أنه مشروع استثماري يركز على الزراعة وتربية الحيوانات، إلا أنه تبين لاحقًا أنه كان نظامًا احتياليًا هرميًا (Ponzi Scheme). استقطب المشروع آلاف المستثمرين عبر إغراءاتهم بأرباح وهمية، قبل أن ينهار النظام ويختفي رأس المال الذي جُمِع من الضحايا.
وُلد محمد أيدن في 31 مايو 1991 في مدينة بورصة التركية، وبدأ حياته المهنية مبرمجًا قبل أن يتحول إلى أحد أكبر المحتالين الماليين في البلاد. تمكن أيدن من جمع أكثر من 130 مليون دولار من نحو 80 ألف مستثمر عبر نظام مالي افتراضي مستوحى من لعبة "فارمفيل". ورغم التحقيقات والملاحقات، تمكن من الهروب في البداية قبل أن يسلم نفسه في البرازيل عام 2021، ويُرحّل إلى تركيا للمثول أمام المحكمة.
على الرغم من الحكم الصادر بحق المتهمين، فإن مصير أموال المستثمرين لا يزال محل تساؤلات. يظل الغموض يكتنف إمكانية استرداد أموال الضحايا الذين وقعوا ضحية هذا النظام الاحتيالي، ما يترك القضية واحدة من أكبر عمليات الاحتيال المالي في تاريخ تركيا.