كشفت مجلة "كو شوازير" الفرنسية المتخصصة في حقوق المستهلك عن خطر ملوث وغير متوقع يهدد الصحة العامة: الزهور المقطوفة.
وأكدت دراسة جديدة أن الزهور التي تزين أسواقنا تحتوي على مستويات مرتفعة من المبيدات الحشرية السامة، ما يهدد ليس فقط مستهلكيها، ولكن أيضًا أولئك الذين يتعاملون معها بشكل يومي. هذا التحذير يتطلب وقفة جدية من السلطات والجهات المعنية لحماية الصحة العامة والبيئة.
أجرت المجلة اختبارات مخبرية على 15 باقة من الزهور التي تم شراؤها من مختلف الأماكن، مثل المحال المتخصصة، والسوبرماركت، والمتاجر الإلكترونية في يناير الماضي، وقد أظهرت النتائج المقلقة أن الزهور كلها التي تم تحليلها تحتوي على بقايا مبيدات حشرية، مع وجود ما يصل إلى 46 نوعًا مختلفًا من هذه المواد السامة في كل باقة.
المثير للقلق هو أن بعض المبيدات الحشرية المستخدمة تحتوي على مواد ثبت علميًا أنها مسرطنة، أو تسبب اضطرابًا في الغدد الصماء، ما يشكل تهديدًا خطيرًا لصحة الأفراد الذين يتعاملون مع الزهور بشكل يومي، سواء كانوا مستهلكين أم عمالًا في هذا القطاع.
المجلة لفتت إلى أن هناك غيابًا في القوانين التي تحد من بقايا المبيدات الحشرية في الزهور المقطوفة، وأشارت إلى أن 80% من الزهور التي تباع في فرنسا مستوردة من دول لا تزال تستخدم مواد حشرية شديدة السمية، وأغلبها تأتي من خارج أوروبا، ما يثير التساؤلات حول السلامة العامة لتلك الزهور.
في خطوة تالية، بدأت الهيئة الوطنية للسلامة الغذائية والبيئية الفرنسية تقييم المخاطر الصحية الناتجة عن تعرض العاملين في قطاع الزهور للمبيدات الحشرية، وقد تزامن هذا مع حالة وفاة مأساوية لفتاة صغيرة، حيث توفيت بسبب سرطان الدم الناجم عن تعرض والدتها، بائعة الزهور، للمبيدات خلال فترة حملها.
وفي تعليق لهنري باستوس، المدير العلمي لشؤون الصحة والعمل في الهيئة، أشار إلى أن 85% من الزهور المقطوفة في فرنسا تأتي من خارج البلاد، وخاصة من هولندا، حيث يتم استخدام مبيدات حشرية غير مرخصة في الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذه الزهور، وهذا يزيد من القلق حول سلامة المنتجات التي يتم تصديرها إلى الأسواق الأوروبية ( أ ف ب).