header-banner
بقايا الطفل

قصة طفل من العصور الحجرية أثار دهشة العلماء

أخبار غريبة
فريق التحرير
8 مارس 2025,9:36 م

قبل 27 عامًا، تم اكتشاف بقايا هيكل عظمي شبه مكتمل لطفل في ملجأ صخري يُعرف باسم "لاغار فيلهو" في البرتغال.

أثار هذا الاكتشاف اهتمامًا واسعًا بين العلماء، حيث أظهرت خصائص الهيكل المشتركة بين البشر الحديثين وإنسان "نياندرتال" البدائي.

وتم العثور على الهيكل ملوَّنًا بصبغة حمراء، ما يشير إلى احتمال تغطيته بجلد حيواني مُصبَّغ قبل الدفن، وهو ما كان يدفع العلماء إلى طرح فرضية جديدة.

دليل على تزاوج بين البشر وإنسان النياندرتال

عند تحليل السمات الهيكلية للطفل، لاحظ الباحثون أن بعض الخصائص، مثل بنية الجسم وعظام الفك، تشبه إلى حد كبير تلك التي توجد لدى إنسان "نياندرتال" الذي انقرض في أوروبا قبل نحو 24 ألف عام.

هذه الملاحظة دفعت العلماء إلى فرضية مثيرة، مفادها أن الطفل قد يكون نتاجًا للتزاوج بين البشر الأوائل وإنسان "نياندرتال".

وفي البداية، كانت هذه الفكرة ثورية، لكن الاكتشافات الجينية اللاحقة أكدت أن هذا التهجين قد حدث بالفعل، إذ لا يزال الحمض النووي لإنسان "نياندرتال" موجودًا في جينات البشر المعاصرين.

صعوبات في تحديد تاريخ اكتشاف الهيكل

واجه العلماء صعوبة في تحديد تاريخ دقيق للهيكل العظمي بسبب وجود جذور نباتية داخل العظام، ما جعل من الصعب استخدام تقنية الكربون المشع.

بالإضافة إلى ذلك، كانت العيّنات ملوَّثة بمواد عضوية أخرى. وللتغلب على هذه المشكلة، استخدم الباحثون أساليب تأريخ بديلة، مثل تأريخ الفحم وعظام الحيوانات المحيطة بالهيكل، والتي تراوحت أعمارها بين 27.700 و29.700 عام.

أخبار ذات صلة

اكتشاف وفتح هرم مغلق منذ 4000 عام في مصر

التقنيات الحديثة تكشف المزيد

مع تطور التقنيات الحديثة، قام الفريق البحثي بتحليل بروتين موجود بشكل رئيس في العظام البشرية، باستخدام عينة من ذراع الطفل المكسورة لتأكيد نتائجهم السابقة. وبذلك تم تحديد أن عمر الهيكل يتراوح بين 27.700 و28.600 عام.

إحياء قصة الطفل المفقودة

أعربت بيتان لينسكوت، المشاركة في الدراسة والباحثة بجامعة ميامي، عن شعورها بإعادة جزء من قصة هذا الطفل المفقودة، مؤكدة أنه لم يكن مجرد هيكل عظمي، بل كان قبرًا لطفل صغير عاش حياة قصيرة، ويبدو أن أحدًا قد أحبه ورافقه في خطواته الأولى على الأرض.

دور الأبحاث الحديثة في فهم أصول البشرية

من جانبه، أكد عالم الآثار بجامعة درم البريطانية، بول بيتيت، أن البحث يسلط الضوء على كيفية مساهمة طرق التأريخ الحديثة في فك ألغاز الماضي، مشيرًا إلى أهمية الدراسات التي تساهم في الكشف عن الروابط العميقة بين البشر القدماء.

وفي هذا السياق، وصف المؤلف من جامعة لشبونة، جواو زيلهاو، دراسة الأصول البشرية بأنها وسيلة للاحتفاظ بصور الأسلاف، مؤكدًا أن هذه الدراسات تُمثل "سبيلًا إلى التذكر".

أخبار ذات صلة

اكتشاف مذهل.. دماغ متحجّر يتحول إلى زجاج

google-banner
footer-banner
foochia-logo