في حدث علمي نادر، رُصِدَت سمكة أعماق البحار المعروفة باسم "سمكة الشيطان السوداء" بالقرب من سواحل جزيرة تينيريفي الإسبانية، في ظاهرة فريدة من نوعها.
وعادةً ما تعيش هذه السمكة في أعماق المحيط حيث الظلام الدامس، لكن اكتشافها في المياه الضحلة على عمق غير معتاد أثار اهتمام العلماء.
وُثِّق الحدث من قبل منظمة غير حكومية تُدعى كوندريك تينيريفي، حيث التقطت كاميراتها مشاهد للسمكة، وهي تسبح بالقرب من سطح البحر في وضح النهار.
هذا الرصد يعد فريدًا؛ لأن "سمكة الشيطان السوداء" لا تظهر عادة في تلك الأعماق الضحلة، ما دفع علماء المحيطات إلى طرح تساؤلات عديدة حول سبب ظهورها في تلك المنطقة.
تُعرف "سمكة الشيطان السوداء" بفمها الكبير المزود بأسنان حادة، وهي تفضل العيش في أعماق المحيطات على عمق يصل إلى 4 كيلومترات حيث لا يصل الضوء.
وتمتلك السمكة نتوءًا مضيئًا في رأسها يساعدها في جذب فرائسها من الأسماك الصغيرة، مستخدمة إياه كفخ لاصطياد الطعام.
وتظل أسباب صعود هذه السمكة إلى المياه الضحلة غير مؤكدة؛ فقد يكون ذلك نتيجة للتيارات الصاعدة القوية أو ربما محاولتها الهروب من أسماك أكبر حجمًا.
اكتسبت "سمكة الشيطان السوداء" شهرة واسعة بعد ظهورها في فيلم "البحث عن نيمو" (2003)، حيث صُوِّرَت على أنها مفترسة وقاتلة تطارد الأسماك باستخدام لسانها المضيء.
ورغم أن تصوير الفيلم كان دقيقًا في كثير من النواحي، إلا أن الحقيقة هي أن هذه الأسماك أصغر بكثير من تلك التي ظهرت في الفيلم.
تظل ظاهرة رصد هذه السمكة في مياه ضحلة نقطة مثيرة للبحث العلمي، ويظل العلماء يواصلون دراستها لفهم أسباب هذه الظاهرة الفريدة.