في تجربة علمية فريدة من نوعها، كشف الدكتور جو ديتوري، أستاذ بجامعة جنوب فلوريدا، عن نتائج مذهلة بعد قضائه 100 يوم متواصلة تحت الماء.
في هذه التجربة التي أطلق عليها اسم "نبتون 100"، هدفت إلى دراسة تأثير العيش في بيئة ذات ضغط مرتفع على جسم الإنسان، وتشبيهها بظروف الرحلات الفضائية الطويلة بحسب ما نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وفي الأول من مارس 2023، بدأ الدكتور ديتوري، المعروف أيضًا باسم دكتور ديب سي، بالتحدي للعيش في بيئة تحت الماء - غرفة في Jules' Undersea Lodge في كي لارجو بولاية فلوريدا - لمدة 100 يوم.
وكانت الغرفة التي تبلغ مساحتها 100 قدم مربع تحت الماء بعمق 30 قدمًا، مما تطلب منه الغوص للوصول إليها.
أظهرت نتائج الفحوصات الطبية للدكتور ديتوري وفق ما قاله لشبكة WKMG News بعد خروجه من الماء، تحسنًا ملحوظًا في صحته بشكل عام.
وقال "عمري الآن 56 عامًا. كان عمري الخارجي [البيولوجي] 44 عامًا. عندما خرجت من الماء، كان عمري الخارجي 34 عامًا".
وأكد الدكتور أن التيلوميرات، وهي أجزاء من الحمض النووي المرتبطة بعملية الشيخوخة، قد طالت لديه، مما يعني تأخيرا في عملية الشيخوخة.
حول بعض الآثار الجانبية غير المتوقعة، أكد ديتوري أنه فقد حوالي ثلاثة أرباع البوصة من طوله خلال فترة التجربة.
ويرجع ذلك إلى الضغط المرتفع الذي تعرض له تحت الماء، والذي أدى إلى انضغاط أقراص العمود الفقري.
وعلى الرغم من هذا التقصير في الطول، أكد الدكتور ديتوري أن طوله عاد إلى طبيعته بعد فترة من عودته إلى اليابسة.
ويرجع ذلك إلى انعدام الجاذبية التي شعر بها في الفضاء، والتي أسهمت في استعادة أقراص العمود الفقري لحالتها الطبيعية.
وأثبتت تجربة الدكتور جو ديتوري أن العيش تحت الماء لمدة 100 يوم له آثار عميقة على الجسم والعقل.
فبينما حقق تقدمًا ملحوظًا في مكافحة الشيخوخة، إلا أنه واجه أيضًا بعض التحديات الصحية.
هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي، وتسهم في فهمنا الأعمق للجسم البشري وقدرته على التكيف مع البيئات القاسية.