عندما تضعين المكياج يومياً، فأنت ترسلين رسالة إلى عقلك الباطن تقولين فيها إنك بحاجة إلى تغطية عيوب وجهك. قد يؤثر هذا الأمر على الطريقة التي ترين فيها نفسك. فماذا يمكن أن يحدث لو توقفنا فجأة عن إرسال هذه الإشارات إلى عقلنا الباطن؟
طلبت جمعية علم النفس الأميركية خلال دراسة أجرتها عام 2016 من النساء النظر إلى أنفسهن في المرآة يوميًا لمدة أسبوعين دون وضع المكياج. أظهرت النتائج أن النساء مع مرور الوقت، أصبحن أكثر ثقة بالنفس وأكثر تعاطفاً مع أنفسهن، كما انخفضت مستويات الانزعاج والضيق لديهن بشكل ملحوظ.
في هذا الصدد، تقول المعالجة النفسية جينيفر بيبر: " نحن نميل إلى تغيير مظهرنا، ونتمسك بعملية التغيير تلك بقوة، لأنها تغير ما نشعر به في دواخلنا أيضاً".
أما المعالجة النفسية ميغان رايس، فترى أن الروتين يبقينا متوافقين مع أهدافنا. إذا كان روتيننا يتضمن وضع المكياج يوميًا، فمن المنطقي أن تخطيه سيجعلنا نشعر بعدم التوازن. تتراكم عندها الإزعاجات الصغيرة ومن ثم نشعر بثقة أقل تجاه أنفسنا. وبهذا المعنى، ليس الإحباط مجرد رد فعل ذهني على صورتنا الحقيقية، بل نابع عن الانقطاع عن تكرار النمط المعتاد أيضاً.
وبحسب رايس، يتعرف الدماغ على الخطوات الروتينية ويتعلق بها. ولكن المعالجة النفسية الشابة تحفز النساء على تبني روتين جديد لعدم وضع المكياج. توضح رايس: "كلما كررنا هذا الروتين بعدم وضع المكياج، شعرنا بالتحسن أكثر، وبعد ذلك يمكننا تعلّم الابتعاد عن آراء الآخرين".
"تحدثي إلى نفسك بطريقة ودودة. سترسل هذه الكلمات رسالة إلى عقلك الباطن مفادها أنك تستحقين أكثر".جينيفير بيبر
من الطبيعي أن يستغرق دماغك بعض الوقت حتى يقوم بإعادة تشكيل صورتك الذاتية الجديدة. عندما تختارين عدم استخدام الماكياج أو ارتدائه من حين لآخر فقط، فإنك تبدأين في فهم علاقتك بالمكياج بشكل أكثر وضوحًا.
عليك أن تطرحي بعض الأسئلة على نفسك أيضًا، توضح بيبر، "هل هو للآخرين أم لنفسك؟". فعندما تصبحين أكثر وعيًا للدور الذي يلعبه المكياج في حياتك، يمكنك عندها مساعدة عقلك على ضبط صورتك الذاتية بعيدًا عن الأنماط المكرسة عبر السوشيال ميديا.
وتضيف بيبر: "تحدثي إلى نفسك بطريقة ودودة. سترسل هذه الكلمات رسالة إلى عقلك الباطن مفادها أنك تستحقين أكثر، وهذا سيعزز حبك لنفسك ولحياتك بشكل عام".
أخبار ذات صلة
لا يمكن اعتبار المكياج سيئًا على الإطلاق، لكن إعطاء بشرتك استراحة طويلة هو أمر ضروري أيضاً، إذ يساعد هذا على فتح المسام التي تتنفس بشرتك من خلالها، ويجعلك أكثر معرفة بما يحتاجه وجهك. قد تستغنين عن كريم الأساس أو خافي العيوب. ولكن الأهم من ذلك، أنك ستعيدين حتمًا اكتشاف جمال وجهك من جديد وتقدير مزاياه الخاصة.
