هل تلتئم قشور الجروح أسرع مع البشرة الجافة أم الرطبة؟

أرشيف فوشيا
أشرف محمد
25 ديسمبر 2022,3:29 ص

لعل أول ما تفكر فيه المرأة عند إصابتها ببعض الجروح أو الخدوش في اليدين أو الركبتين هو التعامل بالماء والصابون، مقدار صغير من مرهم المضاد الحيوي أو الضمادة.

وثاني شيء تبادر بفعله هو أن تحاول إزالة الضمادة من أجل "تهوية" مكان الإصابة على أمل تسريع عملية التماثل للشفاء وتكوين طبقة قشرة خارجية تُعجِّل بانتهاء الإصابة.

وبينما كان ذلك هو الاعتقاد السائد لدى كثيرين من منطلق أنه طريقة فعالة لتسريع التعافي من إصابات الخدوش، إلا أن باحثين من مركز سان دييغو للعناية بالجروح في الولايات المتحدة خرجوا أخيرا لينفوا ذلك، ويؤكدوا أن هذا الاعتقاد من المفاهيم الخاطئة.

وقالوا إنه عندما يتعرض الجسم للإصابة بجرح، فإن أجزاء صغيرة من الخلايا تعرف بالصفائح الدموية تقوم على الفور بالتجمع حول منطقة الإصابة. وبعد تلقيها المساعدة من الكالسيوم، فيتامين كي وبروتين الفيبرينوجين، تبدأ هذه الصفائح الدموية في تكوين جلطة؛ ما يضع حدا للنزيف ويمهد بالتبعية لتكوين طبقة قشرة خارجية تنهي الإصابة.

ومع تعرض الجرح للهواء، تبدأ الصفائح في الاستعانة ببروتين الفيبرينوجين لتكوين خيوط ليفية، تتشابك معا لتصير على هيئة شبكة؛ ما يعمل على تجميع خلايا الدم الموضعية التي ستتصلب في النهاية لتُكَوِّن قشرة جافة، توفر حماية للجرح أثناء تعافيه.

وقال الباحثون إنه وبينما كانت تعتبر القشور مؤشرا على عملية تعافي الجروح، فقد اتضح أنها ليست مطلوبة بالضرورة لعملية التعافي. وتابع الباحثون بتأكيدهم أن الحفاظ على الجرح رطبا لمنع تكون القشرة قد يعمل على تعزيز الشفاء بشكل أسرع وأفضل.

لم تساعد الرطوبة على تسريع شفاء الجروح؟





رغم وجود دراسات قديمة تدعم تلك الفكرة، لكن المثير الآن هو توصل الباحثين لنتائج تقول إنه عند السماح للجرح ليجف وتتكون بعدها طبقة قشرة خارجية، فإن الخلايا الظهارية (التي تتمثل مهمتها الأساسية في تسهيل التئام المنطقة الجلدية المصابة بجرح وإعادتها لطبيعتها)، تضطر للبحث عن رطوبة في منطقة أخرى، وربما تغوص في عمق الجرح للحصول عليها، وهو ما يتسبب في إبطاء عملية التماثل للشفاء في الأخير.

وواصل باحثو مركز جامعة بيتسبرغ الطبي بقولهم إنه عند تعريض موضع الجرح للهواء، فإننا نشجع بذلك على موت الخلايا، وهو شيء غير بديهي بالنسبة لعملية الشفاء؛ إذ إن الخلايا التي يستخدمها الجسم للتعافي تنمو وتزدهر في البيئات الرطبة، التي تجعلها أكثر فعالية فيما يخص الطريقة أو الآلية التي تسهم بها في إتمام عملية الشفاء.

وختم الباحثون بقولهم إن تسريع وتيرة الشفاء ليس الفائدة الوحيدة من وراء إبقاء موضع الجرح رطبا، بل إن ذلك يعمل في الوقت نفسه أيضا على تقليل فرص تكون القشرة، وهو ما يلغي شعوري الألم والحكة اللذين يصاحبان القشرة، ويحد أيضا من حدوث الندوب.

google-banner
foochia-logo