السر الذي يخفيه النرجسيون.. ما لا يريدونك أن تعرفه

في العلاقات الإنسانية، قد يبدو النرجسي وكأنه شخص واثق، قوي الشخصية، ويملك تأثيرًا كبيرًا على من حوله.

بيد أن هذه الصورة ليست سوى واجهة يخفي خلفها سرًا عميقًا لا يريد لأحد أن يكتشفه.

وفقًا لما أشارت إليه استشارية العلاقات دارلين لانسر لموقع Psychology Today، فإن النرجسي في جوهره شخص يعاني من مشاعر انعدام الأمان والخوف من الرفض، وهو ما يدفعه إلى بناء قناع من العظمة والسيطرة لإخفاء هشاشته الداخلية.

ما الذي يخفيه النرجسي؟

النرجسي هو شخص محير لكل من حوله، فخلف كل سلوك يُظهره، هناك نوايا مغايرة ومختلفة لا تشابه الأفعال في شيء، إليك أبرز ما يحاول النرجسي إخفاءه:

حاجة مفرطة للسيطرة

يعيش النرجسي في حالة من القلق الدائم، إذ يشعر بأنه مهدد إن لم يكن هو المتحكم في كل شيء. لذا، يسعى إلى فرض سلطته على محيطه، ليس فقط عبر الأفعال المباشرة، بل أيضًا من خلال التأثير على مشاعر الآخرين وأفكارهم.

يستخدم أساليب مثل التقليل من شأن الآخرين، التلاعب العاطفي، أو حتى ممارسة العنف اللفظي والنفسي، وكل ذلك بهدف تعزيز شعوره بالقوة وإخفاء ضعفه الحقيقي.

وهم العظمة والخداع البصري

غالبًا ما يتفاخر النرجسي بإنجازاته ويضخم مكانته، ليس فقط أمام الآخرين، بل حتى أمام نفسه. يسعى دائمًا إلى الارتباط بما هو فاخر ومميز، سواء عبر العلاقات الشخصية أو الممتلكات المادية.

هذا الهوس بالظهور في صورة الأفضل ينبع من خوفه العميق من أن يكون غير كافٍ أو غير مهم.

فالنرجسي، في أعماقه، يرفض الاعتراف بشعوره بالنقص، وبدلًا من مواجهته، يخلق عالمًا وهميًا يجعله يشعر بالقوة والتفوق.

حساسية مفرطة تجاه النقد

على الرغم من مظهره القوي، إلا أن النرجسي حساس للغاية تجاه أي نقد، حتى وإن كان بناءً.

فهو لا يستطيع تقبل أي إشارة إلى وجود خطأ في أفعاله أو شخصيته، لأن ذلك قد يهدم الصورة المثالية التي يحاول فرضها.

لذا، غالبًا ما يرد على النقد بإنكار الواقع أو مهاجمة الشخص الذي يوجه الملاحظة، محاولًا إلقاء اللوم على الآخرين بدلًا من تحمل المسؤولية.

إنكار المسؤولية والإسقاط النفسي

إحدى أبرز آليات الدفاع التي يعتمد عليها النرجسي هي إنكار المسؤولية عن أفعاله. فهو لا يعترف بالخطأ، بل يلجأ إلى لوم الآخرين، سواء كانوا شركاء، زملاء عمل، أو حتى النظام الاجتماعي ككل.

وعندما يشعر بأي ضعف داخلي، فإنه يسقط مشاعره السلبية على من حوله، متهمًا إياهم بالضعف أو قلة الكفاءة، وذلك كي لا يواجه إحساسه العميق بالخزي وعدم الكفاية.

كيف تحمي نفسك؟

إذا كنت تتعامل مع شخص نرجسي، فمن الضروري أن تدرك أنك لن تستطيع تغييره، ولكن يمكنك حماية نفسك من تأثيره السلبي. ابحث عن دعم من أشخاص تثق بهم، وكن واعيًا بأساليبه في التلاعب.

الأهم من ذلك، لا تدع نفسك تنجرف إلى دوامة الشك الذاتي التي يحاول أن يزرعها داخلك. ضع حدودًا واضحة، وكن حازمًا في عدم السماح له بالتحكم في مشاعرك أو قراراتك.

 

النرجسي، مهما بدا قويًا ومسيطرًا، يخفي داخله طفلاً خائفًا يبحث عن الأمان. لكن هذا لا يعني أنك ملزم بتحمل سلوكه أو تبريره. إدراكك لحقيقته هو مفتاحك لحماية نفسك واستعادة قوتك العاطفية، مما يتيح لك العيش بعيدًا عن تأثيره المسموم.