في بيئة تساهم في نشر ثقافة التنافس، والسعي للكمال والنجومية، ووضع قوالب ومعايير للجمال، وتضخيم أهميته على حساب الفردية المميزة لكل امرأة، تختفي أصوات النساء الداعمة لبعضها البعض، وتبرز الصراعات الصامتة بحيث أصبح من المعروف جدًا أن المرأة لا تدعم المرأة إلا في حالات نادرة.
ولكن صناعة مجتمع قوي، تبدأ من صناعة نساء قويات، وذلك يتحقق عبر بناء بيئة داعمة ومشجعة بين النساء لتمكينهن من الازدهار معًا.
فالمرأة المتمكنة الواثقة من نفسها هي تلك التي تُصلح تاج زميلتها لتبدو بأفضل تألق هي الأخرى. وبدل التنافس الذي يضعف المرأة، يجب بناء علاقات قوية بين النساء ليتمكن من دعم بعضهن البعض.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس، نقدم لك مجموعة من النصائح لبناء شبكة دعم نسائية قوية حولك، فهي العلاقات التي ترفعك فعلًا.
إليك بعض الخطوات اللازمة لبناء هذه البيئة الداعمة لك، ولمن حولك من النساء:
أحد أسس الدعم المتبادل بين النساء هو التشجيع على التمكين. عندما تتبنى النساء ثقافة دعم بعضهن البعض، تصبح الفرص أكثر إشراقًا. قد يتضمن ذلك التشجيع على التعليم المستمر، والسعي وراء فرص جديدة، والمشاركة في تجارب ومهارات جديدة. التقدير هنا لا يقتصر على الكلمات فحسب، بل يتعداها ليشمل الدعم الفعلي والمساعدة في المواقف الصعبة.
من خلال تشجيع النساء على متابعة أحلامهن وأهدافهن الشخصية، يصبح المجتمع النسائي أكثر قوة ووعيًا. الدعم المشترك يساعد على التغلب على العوائق التي قد تقف في طريقهن سواء كانت اجتماعية أم مهنية.
في العديد من الأحيان، قد تنشأ مشاعر من المقارنة السلبية بين النساء، سواء في مجال العمل أم الحياة الشخصية. قد يؤدي ذلك إلى تقليل ثقة المرأة بنفسها. فبدلًا من أن تكون المقارنة أداة تحفيز، تصبح مصدرًا للتوتر والضغط النفسي.
لكن بناء بيئة داعمة يتطلب منا تجنب هذه المقارنات السلبية. يجب أن نتذكر أن نجاح أي امرأة هو مصدر إلهام ودافع لنجاح أخريات، وليس تهديدًا. عندما ندعم بعضنا البعض دون أي تحامل أو محاولة للتفوق على الأخريات، نخلق بيئة من الاحترام المتبادل والقدرة على النمو معًا.
في بيئة العمل، يُعتبر التعاون بين النساء أمرًا حيويًا لخلق بيئة إيجابية ومنتجة. يمكن للنساء أن يدعمن بعضهن البعض من خلال تبادل المعرفة والخبرات، وكذلك تقديم النصائح العملية التي تساعد في التعامل مع تحديات مهنية قد تواجههن. فالتعاون في العمل يمكن أن يشمل تقديم فرص التعاون في المشاريع أو مجرد الاستماع والدعم في المواقف الصعبة.
كما أن توفير فرص التدريب أو التوجيه من النساء ذوات الخبرة يمكن أن يكون له تأثير طويل المدى في تعزيز النجاح المهني للأخريات. ويجب ألا ننسى أن النساء اللاتي يدعمن بعضهن البعض في مكان العمل غالبًا ما يساهمن في خلق بيئة أكثر تنوعًا وشمولية.
من المهم أن نؤمن بأن كل امرأة تمثل قصة فريدة وحياة متنوعة. في بيئة داعمة، يجب أن نتقبل اختلافاتنا في الخلفيات الثقافية والعرقية والاجتماعية. هذه الاختلافات ليست عائقًا، بل يمكن أن تكون مصدرًا لقوة جماعية.
عندما تكون بيئة الدعم قائمة على التقدير الحقيقي للاختلافات، يُمكن لكل امرأة أن تجد مكانًا لها وتحقق إمكاناتها. كما أن تعزيز التنوع يعزز من الإبداع والابتكار في المجتمع بشكل عام.
يمكن للمرأة أن تكون مصدر إلهام للنساء الأخريات من خلال كونها قدوة في حياتها العملية والشخصية. عندما ترى امرأة أخرى تحقق النجاح والتقدم، تصبح هذه التجربة مصدر إلهام وتشجيع. يجب على النساء أن يُظهرن الدعم من خلال الاحتفال بالإنجازات الصغيرة والكبيرة، وأن يتبادلن القصص التي تبين كيف يمكن للمرأة أن تتغلب على التحديات.
القدوة يمكن أن تكون في جميع مجالات الحياة، سواء في العمل أم الحياة العائلية أم في التحديات الشخصية. من خلال مشاركة هذه القصص، تبين النساء للأخريات أنه لا يوجد شيء مستحيل إذا توافرت الإرادة والدعم المتبادل.
أحد أبرز العوامل في بناء بيئة داعمة هو التواصل. يجب على النساء أن يكون لديهن مساحة للتحدث بحرية عن تحدياتهن وآمالهن وأهدافهن. التواصل الفعّال يساهم في بناء جسور الثقة والتفاهم بين النساء، ما يعزز من شعور الانتماء والتكامل.
إذا كن النساء قادرات على التعبير عن أنفسهن دون خوف من الحكم أو الانتقاد، سيشعرن بدعم أكبر، ما يساهم في تعزيز معنوياتهن ويجعل من السهل عليهن تحقيق أهدافهن.
أحيانًا، تحتاج النساء إلى بيئة تدعم مشاعرهن وألمهن، وخاصة في الأوقات الصعبة. سواء كانت التحديات شخصية أم مهنية، فإن وجود شبكة دعم من النساء اللواتي يَفهمن ما يمررن به يمكن أن يكون له تأثير عميق.
الاستماع الجيد والتعاطف يمكن أن يساعد في التخفيف من الضغط النفسي، ويشجع النساء على تجاوز المحن. في عالم مليء بالضغوط، يحتاج الجميع إلى شخص يشعر بهم ويقدر مشاعرهن.
المرأة التي تدعم المرأة هي أساس بناء مجتمع قوي ومتلاحم. من خلال التمكين، والتعاون، والابتعاد عن المقارنات السلبية، واحتضان التنوع، وتعزيز التواصل المستمر، يمكن للنساء أن يحققن نجاحًا مشتركًا، ويُسهمن في بناء بيئة تكون فيها فرص النجاح متاحة للجميع. فعندما تدعم النساء بعضهن البعض، يخلقن ساحة غنية بالفرص للنمو والازدهار.