header-banner
جلد الذات

جذور الشعور بعدم الاستحقاق في الحب

علاقات
فريق التحرير
2 مارس 2025,8:14 ص

يولد الإنسان محاطا بالحب، فهو حاجة أساسية مثل الهواء والماء، إلا أن البعض يعيش حياته وهو يشعر بأنه غير مستحق لهذا الحب، وكأن هناك حاجزا خفيا يمنعه من قبوله أو تصديقه.

قد يكون هذا الشعور غامضا أحيانا، لا يدركه الشخص بوضوح لكنه يتجلى في سلوكياته: الخوف من التقارب العاطفي، الشك المستمر في نوايا الآخرين، أو حتى الانسحاب عند تلقي الاهتمام.

وعلى الرغم من أن الحب في جوهره تجربة تمنح الدفء والطمأنينة، فإن بعض القلوب تجد صعوبة في استيعابه، وكأنها ترفضه دون وعي.

في هذا المقال، سنتعمق في فهم أسباب هذا الشعور، وكيف يتشكل داخل النفس، كما سنناقش الطرق الفعالة للتغلب عليه، لنفتح الباب أمام تجربة حب أكثر صدقا واتزانا.

جذور عدم استحقاق الحب

08ba81ec-7347-4633-97c8-07a8704a3dea

تعود جذور هذا الشعور إلى عوامل نفسية واجتماعية متراكمة، تبدأ غالبا من الطفولة وتمتد لتؤثر على العلاقات في مرحلة البلوغ. لتجعل صاحب هذه المشكلة يشعر بعدم الاستحقاق، وكأنه غير جدير بالحب الحقيقي، حتى عندما يتلقاه بصدق. إليك السبب وراء هذا الشعور، وكيف يمكن التغلب عليه؟

التجارب العاطفية المبكرة

الطفولة هي أول ساحة يتشكل فيها إدراكنا لأنفسنا وللعلاقات من حولنا. إذا نشأ الشخص في بيئة لم تقدم له الحب غير المشروط، أو كانت تربطه علاقات تقوم على النقد والتجاهل العاطفي، فقد يترسّخ داخله شعور بأنه غير كافٍ أو غير جدير بالمحبة.

الصدمات العاطفية

العلاقات السابقة، خاصة إذا كانت مؤذية أو تسببت في خذلان عاطفي، قد تؤدي إلى فقدان الثقة في استحقاق الحب. الخيانة، الإهمال، أو الرفض العاطفي المتكرر قد يجعل الشخص يشكك في قيمته داخل أي علاقة جديدة.

انخفاض تقدير الذات

عندما يحمل الشخص نظرة سلبية عن نفسه، فإنه يميل إلى الاعتقاد بأنه لا يملك الصفات التي تجعله محبوبًا. وقد تجعله هذه الفكرة يرفض الحب حتى قبل أن يحصل عليه، ظنًا منه أنه لا يستحقه.

المقارنات والتوقعات غير الواقعية

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، يميل البعض إلى مقارنة أنفسهم بالصور المثالية التي يرونها؛ ما يعزز لديهم الإحساس بالنقص. كما أن التوقعات العالية عن الحب قد تجعلهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون تقديم ما يكفي في العلاقة.

أخبار ذات صلة

من بينها الاعتراف العلني.. 6 طرق لتقدير زوجتك وإظهار حبك لها

تأثير الشعور بعدم الاستحقاق على العلاقات العاطفية

إليك كيفية تأثير هذا الشعور على العلاقات العاطفية:

الابتعاد العاطفي

قد ينسحب الشخص الذي يشعر بعدم الاستحقاق من العلاقة خوفا من أن يُكشف "عيبه"؛ ما يخلق مسافة بينه وبين شريكه.

السلوكيات الهدّامة

التشكيك المستمر في نوايا الطرف الآخر أو البحث عن أدلة تثبت أنه لا يحبهم حقا قد يؤدي إلى خلق توتر في العلاقة، وربما إلى فقدان الشريك.

الخوف من فقدان الحب

عندما يعتقد الشخص أن الحب الذي يحصل عليه مؤقت، فإنه قد يصبح شديد التعلّق بشريكه، ما يخلق ديناميكية غير متوازنة في العلاقة.

كيف تتغلب على شعورك بعدم الاستحقاق في الحب؟

a7015b7c-0abe-4893-ba26-88de1a5f5cd8

هناك عدة طرق تمكننا من التغلب على الشعور بعدم الاستحقاق في الحب إليك أهمها:

الوعي بالمشكلة هو الخطوة الأولى

التعرف على أن مشاعرك بعدم الاستحقاق ليست بالضرورة حقيقة، بل نتيجة تجارب أو أفكار مغلوطة، هو مفتاح التغيير.

العمل على تقدير الذات

ابدأ بالتركيز على نقاط قوتك بدلا من عيوبك، وتذكّر أن الاستحقاق للحب لا يعتمد على الكمال، بل على قبولك لنفسك كما أنت.

إعادة برمجة الأفكار السلبية

حاول أن تستبدل الأفكار الهدّامة مثل "أنا لا أستحق الحب" بأفكار إيجابية مثل "أنا شخص يستحق الحب والاحترام".

بناء علاقات صحية

ابحث عن علاقات تقوم على التقدير المتبادل والدعم العاطفي، وتجنب العلاقات التي تعزز لديك الشعور بعدم القيمة.

اللجوء إلى المساعدة المتخصصة

إذا كان الشعور بعدم الاستحقاق عميقا ويؤثر بشكل كبير على حياتك العاطفية، فقد يكون من المفيد اللجوء إلى مختص في الصحة النفسية للمساعدة في فهم جذور المشكلة والتعامل معها بطرق فعالة.


الحب ليس مكافأة تُمنح لمن يحقق معايير معينة، بل هو تجربة إنسانية يستحقها الجميع. إذا كنت تشعر بعدم الاستحقاق في الحب، فتذكر أن هذا الإحساس قابل للتغيير، وأنك قادر على بناء علاقة صحية تقوم على القبول والثقة المتبادلة، بدءا من ثقتك بنفسك أولا. 

أخبار ذات صلة

العلاقات المثالية.. مطاردة وهم لا وجود له

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo