العقل هو أداة قوية، لكنه قد يتحول إلى سجن لأفكار سلبية وغير عقلانية إذا لم يُدار بشكل صحيح.
فهذه الأفكار، التي تسمى التشوهات المعرفية، تشوه واقعنا وتؤدي إلى مشاكل صحية نفسية متنوعة.
الخبر الجيد هو أن هذه الأنماط قابلة للتغيير. ويمكن اعتماد نصائح وطرق بسيطة تسهم في تدوير هذه الأفكار وتحويلها إلى أفكار إيجابية.
بريال أواستي، العالمة النفسية والمعالجة في Transform Happily، تكشف كيفية تحدي هذه الأفكار وتحسين صحتنا العقلية:
أفضل طريقة للتعامل مع هذا الأمر، هي أن تبدأ بتحديد ما تفكر فيه. يمكن أن يكون الاحتفاظ بمذكرات هو أفضل طريقة للقيام بذلك.
حدد مدة زمنية، واجلس مع نفسك، واكتب أفكارك، يتيح لك تدوين المذكرات، وملاحظة الأنماط والمحفزات المتكررة؛ ما يمهد الطريق للتغيير.
استخدم تقنية العمود الثلاثي: اكتب أفكارك السلبية، وحدد التشوه، واستبدله بمنظور أكثر عقلانية.
ممارسة التعاطف مع أنفسنا من خلال تقنية لعب الأدوار. فعندما نتخيل أننا نتحدث إلى شخص نحبه بدل أنفسنا، ندرك مدى قسوة الكلمات السلبية التي نوجهها لأنفسنا.
هذا التمرين البسيط يشجعنا على تغيير حوارنا الداخلي ليصبح أكثر لطفًا وتفهمًا؛ ما يعزز صحتنا النفسية والعاطفية.
تعتبر عبارات "يجب" الجامدة، مثل "يجب أن أمارس الرياضة يوميًا"، من أكثر الأفكار السلبية شيوعًا.
تشرح بريال أن استبدال هذه العبارات السلبية بعبارات أكثر مرونة مثل "أود أن..." أو "أريد أن..." يخلق مساحة أكبر للتسامح مع النفس.
هذا التحول البسيط يحسن مزاجنا، ويعزز نظرتنا الإيجابية لأنفسنا، ويقلل من الضغوط التي نضعها على أنفسنا.
كثيرًا ما تكون الأفكار السلبية ناتجة عن نظرة متحيزة للأمور. وللتغلب على هذا، تقترح بريال ممارسة بسيطة وهي البحث عن تفسيرات بديلة.
تشجعنا بريال على طرح أسئلة مثل: "ما هي التفسيرات الأخرى المحتملة لهذا الموقف؟ هل هناك وجهات نظر أخرى يمكن أن تكون صحيحة؟" هذه الممارسة تساعدنا على كسر قيود التفكير السلبي وتبني نظرة أكثر شمولية للأمور."
ضع في اعتبارك وجهات نظر مختلفة تستند إلى الحقائق، وليس التصورات".
تعتبر تقنيات اليقظة الذهنية، مثل التأمل والتنفس العميق، أدوات قوية لمواجهة التشوهات المعرفية.
تشرح بريال أن هذه التقنيات تساعدنا على أن نكون أكثر وعيًا بأفكارنا ومشاعرنا في اللحظة الحالية، وبالتالي نصبح أقل استسلامًا لدورات التفكير السلبية.
من خلال ممارسة اليقظة الذهنية بانتظام، يمكننا تطوير عقل أكثر هدوءًا ووضوحًا؛ ما يساهم في تحسين صحتنا النفسية."
ومن خلال فهم هذه المفاهيم وتطبيقها في حياتنا اليومية، يمكننا أن نحقق تحولًا إيجابيًا في صحتنا النفسية والعلاقات مع أنفسنا والآخرين.