مع بداية كل عام جديد، يتطلع الكثير منا لتحقيق أهداف صحية أو شخصية، مثل ممارسة الرياضة أو تناول طعام أكثر توازناً.
ومع ذلك، سرعان ما يواجه البعض صعوبة في الالتزام بهذه الأهداف؛ ما يؤدي إلى إحباط وتراجع.
وفقاً للدكتورة صفية ديبار، الطبيبة العامة وخبيرة المرونة في "مايو كلينك هيلث كير" بلندن، قد يكون السبب هو "الاعتقادات السلبية التي تحد من القدرات"، وهي أفكار مغلوطة قد تؤثر على أفكارنا وسلوكياتنا دون وعي منا.
توضح الدكتورة ديبار أن هذا النوع من الاعتقادات عبارة عن أفكار راسخة تؤثر سلباً على قدرتنا على تحقيق أهدافنا. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الاعتقاد بأن "إنقاص الوزن مستحيل" أو أن "الشخص كسول وغير قادر على ممارسة الرياضة". وتشير إلى أن هذه الأفكار ليست سوى حقائق خاطئة نؤمن بها، لكنها تعيق تقدمنا.
وتضيف غالباً ما تكون هذه الاعتقادات نتيجة مواقف أو تجارب سابقة، وربما تعود جذورها إلى مؤثرين خارجيين مثل أفراد الأسرة أو المجتمع.
الخطوة الأولى لتغيير هذه الأفكار هي إدراك وجودها. تنصح الدكتورة ديبار بممارسة التأمل أو كتابة الأفكار في دفتر يوميات، حيث يمكن أن تساعد هذه الطريقة في الكشف عن الأفكار السلبية التي نؤمن بها.
تقول: عندما تواجه موقفاً معيناً، اسأل نفسك: ما القصة التي أرويها لنفسي؟ ما الذي أؤمن به عن نفسي في هذه اللحظة؟ قد يساعدك ذلك في التعرف على النفايات الذهنية التي تؤثر عليك.
بعد التعرف على الاعتقادات السلبية، يصبح من الضروري تحديها. توضح الدكتورة ديبار بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعد:
بمجرد تحديد الاعتقاد، تنصح باتخاذ خطوات صغيرة ومنتظمة نحو التغيير.
وتضيف: لا يحب الدماغ التغيير المفاجئ. لذلك، من الأفضل أن تبدأ بتغييرات صغيرة تُحدث فارقاً تدريجياً.
إذا كان هدفك ممارسة الرياضة، فابدأ بخمس دقائق يومياً فقط. هذه الخطوة الصغيرة تُساعد في بناء عادة جديدة، وتعزز الثقة بالنفس.
إذا كنت تسعى لتحسين نظامك الغذائي، فابدأ بإضافة حصة يومية من الفواكه أو الخضراوات.
تشرح الدكتورة ديبار أن هذه الخطوات الصغيرة تُسهل الالتزام وتساعد في بناء عقلية إيجابية تجاه التغيير.
تشير الدكتورة ديبار إلى أن كثيراً من الأشخاص يبدأون العام الجديد بقرارات طموحة، مثل الاستيقاظ مبكراً، وممارسة الرياضة يومياً والتوقف عن عادات غير صحية. لكن بعد بضعة أسابيع، يشعرون بالإحباط نتيجة عدم قدرتهم على الالتزام. الحل، وفقًا لها، يكمن في تحديد الأولويات والبدء بالأشياء الأسهل.
رغم أن العام الجديد يوفر دافعاً إضافياً وقوة إرادة مؤقتة، إلا أن الدكتورة ديبار تؤكد أن الاعتماد على الإرادة وحدها ليس كافياً. يجب أن يكون التغيير مستداماً من خلال خطوات صغيرة ومنتظمة تُعزز شعور الالتزام والإنجاز.
الاعتقادات السلبية التي تحد من القدرات هي عائق كبير أمام تحقيق أهدافنا، لكنها ليست مستحيلة التغيير. مع الوعي بهذه الأفكار وتبني خطوات صغيرة ومستدامة، يمكننا التغلب على هذه العوائق والمضي قدماً نحو نمط حياة صحي وأكثر توازناً.