تربية الطفل

ماذا لو لم تتفقا على أسلوب تربية موّحد؟

أمومة
إيمان بونقطة
21 ديسمبر 2024,7:00 ص

يعدُّ الاختلاف في أساليب التربية بين الزوجين أمرًا طبيعيًّا، لكنه في الوقت نفسه قد يكون مصدرًا للصراعات داخل الأسرة.

هذه الصراعات قد تشمل أساليب الانضباط، والتوقعات، وتوزيع المهام المنزلية، إذا نظرنا إلى الأمر من كثب، سنجد أن كلًّا من الزوجين يأتي من خلفيات عائلية وتجارب تربوية مختلفة، ما يخلق تباينًا في طريقة التربية والرؤية المستقبلية لعلاقتهما مع أطفالهما.

لكن السؤال هنا: كيف يمكن التعامل مع هذه الاختلافات بشكل صحي دون أن تؤثر سلبًا على العلاقة بين الزوجين أو على استقرار الأسرة؟

c9a77832-7c9f-4886-b928-bc3c4bdc739b

كيفية التعامل مع اختلاف أساليب التربية بين الزوجين؟

بدايةً، من المهم أن نعرف أن هناك أربعة أساليب تربوية معترف بها بشكل عام، وهي:

الأسلوب السلطوي (Authoritarian)

حيث يضع الوالدان القواعد دون تفسير أو شرح، ويعتمدان على الانضباط الصارم والعقوبات.

الأسلوب التوافقي (Authoritative)

يركز على تقديم الحب والدعم مع تحديد القواعد والتوقعات بوضوح، ويتم تبادل الأفكار والنصائح بين الآباء والأطفال.

الأسلوب المسموح (Permissive)

حيث يضع الآباء قواعد قليلة جدًّا ولا يفرضونها، ويعتمدون على التواصل المفتوح دون تقديم الإرشادات الكافية.

الأسلوب غير المهتم (Uninvolved)

الآباء يوفرون الاحتياجات الأساسية فقط، ولا يبدون دعمًا عاطفيًّا، مع قلة التواصل وغياب القواعد.

أخبار ذات صلة

من التربية التقليدية إلى الواعية.. خطوات لبناء جيل أكثر إدراكا

مصادر الاختلافات في أساليب التربية

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى اختلافات بين الزوجين في التربية، ومنها:

التاريخ العائلي

تختلف التجارب العائلية لكل طرف، ما يؤدي إلى رؤية مختلفة حول ما هو صحيح في التربية.

الشخصيات

قد يكون لأحد الزوجين شخصية أكثر حزمًا، بينما الآخر يميل إلى الرأفة واللين.

الاختلافات الثقافية

العادات والتقاليد يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحديد أسلوب التربية.

الاحتياجات الشخصية

تفضيلات الزوجين الشخصية وتوقعاتهما حول الحياة الأسرية يمكن أن تؤثر أيضًا.

التجارب والمخاوف

قد تحمل بعض المخاوف من ماضي الزوجين حول كيفية تأثير التربية على الأبناء.

2ae7baec-000e-4ebf-89bd-f3b654f43ca1

كيف تظهر الاختلافات في أساليب التربية؟

إذا كان أحد الزوجين يعتمد الأسلوب التوافقي بينما الآخر يتبع الأسلوب غير المهتم، فمن المحتمل أن يتراكم العبء على طرف واحد، ما يؤدي إلى مشاعر الاستياء.

أما إذا كان أحد الزوجين يتبع الأسلوب السلطوي والآخر التوافقي، فقد تنشأ خلافات حول كيفية استخدام الانضباط: هل الهدف هو التعليم أم العقاب؟

وعندما يلتقي أسلوب التربية التوافقي مع الأسلوب المسموح، قد تكون هناك اتفاقات في كثير من المجالات، لكن قد تظهر مشاكل في تطبيق القواعد وفرض التوقعات العالية على الأطفال.

كيفية التعامل مع اختلاف أساليب التربية

بعد كل ما ذُكر سابقًا قد يبدو أنه من المستحيل الوصول إلى منطقة رمادية بين مختلف الأساليب، لكن هناك بعض الحلول التي من شأنها جعل عملية التربية أسهل لك ولشريكك:

1- الحوار الفعّال

يجب على الزوجين تخصيص وقت للحديث عن اختلافات وجهات نظرهم حول التربية، يبدأ هذا الحوار بمناقشة الأسئلة الأساسية مثل:

  • ما هي معتقدات كل طرف حول دور الوالدين؟
  • كيف يفهم كل منهما مفهوم الانضباط والحب؟
  • ما هي القيم الأساسية التي يرغب كل طرف في غرسها في الأبناء؟
  • كيف كان آباء كل منهما في طفولته؟
  • ما هي المخاوف والآمال التي يحملها كل طرف حول تربية الأبناء؟
faad3498-a414-4900-bbe7-5b4b81efeb6d

2- التوصل إلى حلول وسط

بعد فهم وجهات نظر بعضهما، يمكن للزوجين أن يتوصلوا إلى بعض الحلول الوسط حول القيم المشتركة، مثل:

  • تحديد احتياجات كل طرف.
  • التعرف على المناطق التي يمكن التنازل عنها.
  • تحديد أهداف مشتركة بناءً على القيم المتفق عليها.
  • اقتراح حلول مؤقتة تلبي احتياجات الطرفين في بعض القضايا.

أهمية التوافق بين الوالدين

من المهم أن يبقى الزوجان متفقين في أسلوب التربية، خاصة عند وضع القواعد والعقوبات. في بعض الأحيان، قد يحتاج الآباء إلى أخذ استراحة من التعامل مع الطفل من أجل مناقشة الوضع والوصول إلى توافق في الآراء، يمكنهم قول شيء مثل: "نحن غاضبون من هذا الموقف، لكننا بحاجة إلى بضع دقائق للحديث قبل أن نرد على الطفل".


رغم أن اختلاف أساليب التربية بين الزوجين قد يكون مصدرًا للصراعات، فإن الحوار المفتوح والاحترام المتبادل يمكن أن يحول هذه الاختلافات إلى فرصة للتواصل والنمو، من خلال تحديد القيم الأساسية والتوصل إلى حلول مشتركة، يمكن للأسرة أن تنشأ في بيئة مليئة بالحب والتفاهم، ما يضمن استقرار العلاقة بين الزوجين، ويخلق بيئة صحية للأطفال.

أخبار ذات صلة

التربية الواعية.. كيف تتعاملين بهدوء مع طفلك دون الانجراف العاطفي

 

google-banner
foochia-logo