يغرق الكثيرون في إدمان التسوق واعتياده رغم أن بيوتهم تعج بالأشياء التي تكفي عدة شهور، ومع ذلك لا تنفك رنة الدفع تسمعها كل يوم لشراء منتجات ليست بتلك الضرورية.
من أجل ذلك ظهر تحد غريب على منصات التواصل الاجتماعي يدعى بـ"تحدي شهر بلا تسوق" هدفه توفير الأموال واستخدام الفائض الموجود بالبيت لتلبية الاحتياجات، والاكتفاء بما لديك من ملابس وأشياء.
في عالمنا المليء بالإعلانات الجذابة، والتخفيضات المغرية، ومنصات التسوق الإلكتروني التي لا تغلق أبوابها أبدا، يبدو الامتناع عن التسوق لفترة معينة فكرة شبه مستحيلة. لكن ماذا لو قررت خوض هذا التحدي؟ تحدي شهر بلا تسوق ليس فقط اختباراً لإرادتك، بل هو فرصة لإعادة التفكير في عاداتك الشرائية وترتيب أولوياتك المالية.
ينطلق هذا التحدي من رغبة في كسر دائرة الاستهلاك غير الضروري. هل سبق وأن وجدت نفسك تشتري منتجات لمجرد شعورك بالملل؟ أو لأنك تعرضت لإغراء إعلان ما؟ الأغراض تتراكم، والميزانية تتقلص، دون إضافة حقيقية إلى حياتك.
يمكنك بدء هذا التحدي بنفسك لتختبر عاداتك الشرائية، وأين يذهب المال لديك، إليك بعض الأدوات للبدء:
حدد ما يُسمح لك بشرائه وما لا يُسمح به. يمكن أن تقتصر المشتريات على الأساسيات فقط، مثل الطعام وفواتير الخدمات، مع تجنب الكماليات.
تعرف على محفزات الشراء:
هل تتسوق بسبب الملل؟ أو كرد فعل على مشاعر معينة مثل التوتر أو السعادة؟ التعرف على هذه المحفزات يساعدك على التحكم فيها.
بدلًا من التصفح العشوائي لمنصات التسوق، خصص وقتك لنشاط آخر، مثل القراءة، أو ممارسة الرياضة، أو تعلم مهارة جديدة.
سجل كل منتج شعرت برغبة في شرائه خلال الشهر، ثم عُد إلى هذه القائمة بعد انتهاء التحدي لتكتشف ما إذا كنت تحتاجه حقًا أم لا.
يعتبر هذا التحدي أسلوباً مستداماً للحياة، وتطويراً للشخصية، وإدارة المال، وليس مجرد تحد للتسلية، إليك بعض فوائده:
خلال شهر واحد فقط، ستلاحظ كيف يمكن لمبلغ صغير مخصص لشراء المنتجات غير الضرورية أن يتجمع ليصبح مدخرات حقيقية.
ستتعرف على عاداتك الشرائية بشكل أعمق؛ ما يساعدك على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في المستقبل.
مقاومة الإغراءات ليست بالأمر السهل، لكن تجاوز الشهر بنجاح يمنحك شعوراً كبيراً بالفخر والثقة بالنفس.
وقبل كل تحدٍ عليك دوماً الاستعداد للصعوبات التي من الممكن مواجهتها، إليك بعضها:
قد تجد صعوبة في مقاومة الإعلانات أو التخفيضات. تذكر دائماً هدفك من التحدي وأعد توجيه انتباهك لما هو أهم.
قد يشجعك الأصدقاء على الشراء أو المشاركة في جلسات تسوق جماعية. كن صريحاً بشأن التحدي الذي تخوضه، وربما تلهمهم لخوضه معك.
بدلاً من التركيز على ما لا يمكنك شراؤه، ركز على الاستفادة القصوى مما تمتلكه بالفعل.
وختاماً، وبعد انتهاء الشهر، ستلاحظ تغيراً ملموساً في طريقة تعاملك مع التسوق؛ إذ ستصبح أكثر قدرة على التمييز بين الاحتياجات الحقيقية والرغبات العابرة، وربما تُقرر تبني هذا التحدي بانتظام، لتمنح نفسك استراحة من دوامة الاستهلاك، ولتكتشف أن الحياة دون شراء مستمر قد تكون أكثر متعة وهدوءاً مما تتخيل. وقد يعتبر خطوة نحو وعي استهلاكي أكبر.
فهل أنت مستعد لخوض التحدي؟