في ظل التحديات المالية المتزايدة التي يواجهها الأفراد يوميًا، جاء الوثائقي "Get Smart with Money" على منصة "نتفلكس" كجرعة توعوية مهمة تهدف إلى تعزيز الوعي المالي، وتحسين أنماط الحياة من خلال تقديم دروس عملية وقصص واقعية.
يقدم الوثائقي نماذج ملهمة لأشخاص يواجهون تحديات مالية متنوعة، حيث يُظهر كيف تمكنوا من تحقيق أهدافهم المالية عبر توجيهات مستشارين ماليين محترفين.
في هذا الموضوع نقدم لك ملخصًا لأهم الدروس المستفادة من هذا الوثائقي، لتحسين أسلوب الحياة ليتناسب مع احتياجاتك وأحلامك.
رحلة التغيير المالي: قصص حقيقية
يتناول الوثائقي قصص 4 أشخاص أو أسر، ولكل منهم هدف مالي مختلف:
1. ليندسي: تحقيق دخل أعلى
ليندسي، مصممة أزياء تعمل في مجال الضيافة، تعاني من قلة الدخل المتاح، وتكافح لتغطية احتياجاتها. تحت توجيه المستشارة باولا بانت، بدأت ليندسي بتحديد أولوياتها المالية، واستكشاف وسائل جديدة لتحسين دخلها، مثل إطلاق مشروع جانبي يدمج بين شغفها بالفن وحبها للكلاب. من خلال رسم لوحات للحيوانات الأليفة وبيعها في الأسواق المحلية، لم تحقق ليندسي دخلاً إضافيًا فحسب، بل أعادت اكتشاف شغفها.
2. تيس تابور: البدء بالاستثمار
تيس، لاعب كرة قدم أمريكي سابق، وجد نفسه في أزمة مالية بعدما أنفق معظم عقده الأول مع فريق ديترويت ليونز على مشتريات فاخرة. بمساعدة المستشار روس ماكدونالد، أدرك أهمية بناء ثروة طويلة الأجل من خلال الاستثمار المنتظم، وتبني فلسفة "اللعب على المدى الطويل". علّم روس تيس كيفية استغلال ما تبقى من أمواله في استثمارات توفر له دخلاً مستدامًا، مشددًا على أهمية الاستمرارية والصبر.
3. أريانا: التخلص من الديون
كانت أريانا، وهي أول فرد في عائلتها يذهب إلى الجامعة، غارقة في ديون طلابية وصلت إلى 108,000 دولار، إلى جانب ديون بطاقات ائتمان قُدرت بـ 40,000 دولار. تحت إشراف المستشارة تيفاني أليتشي، تعلمت أريانا كيفية وضع ميزانية صارمة، وتقليل إنفاقها العاطفي. على مدار العام، نجحت في تخفيض جزء كبير من ديونها، واستعادت السيطرة على حياتها المالية.
4. كيم وجون: السعي نحو الحرية المالية
تمكن الزوجان كيم وجون من زيادة دخلهما بشكل كبير، إلا أن إنفاقهما كان ينمو بالتوازي مع دخلهما. بمساعدة المستشار بيت أديني، المعروف باسم "مستر موني موستاش"، تعلم الزوجان كيفية تبني نمط حياة أكثر تواضعًا وتقليل الإنفاق الزائد. قاما بخطوات جذرية مثل الانتقال إلى منزل أصغر، مما ساعدهما على توفير مبالغ كبيرة، وتحقيق تقدم ملموس نحو أهدافهما بهدف التقاعد المبكر.
أهم الدروس المستفادة
إليك أهم الدروس المستخرجة من هذا الوثائقي لتتمكن من تطبيقها في حياتك لتحقق أسلوب حياة أكثر استقرارًا ورخاءً:
1. اختيار المستشار المالي المناسب
من أهم النقاط التي يبرزها الوثائقي، أهمية اختيار مستشار مالي يناسب احتياجاتك وظروفك. يظهر كيف أن العلاقة بين المستشار والمستفيد تعد شراكة طويلة الأمد تستند إلى الثقة والتفاهم.
2. الاستثمار في الذات
أوضح الوثائقي أن أفضل استثمار يمكن لأي شخص القيام به هو الاستثمار في نفسه. يُذكِّرنا اقتباس بنيامين غراهام، مرشد وارن بافيت، بأن "الاستثمار في المعرفة يُحقق أفضل العوائد".
3. تبني أسلوب حياة أكثر اقتصادًا
أكد الوثائقي أن الطعام، السكن، والتنقل تشكل غالبية الإنفاق لدى الأفراد. من خلال التخطيط المسبق، مثل التسوق الأسبوعي، والطهي المنزلي، يمكن تقليل التكاليف بشكل كبير.
4. تطوير مصدر دخل إضافي
أثبتت تجربة ليندسي أهمية المشاريع الجانبية في تحسين الدخل، وتحقيق التوازن النفسي. يعد العمل الإضافي وسيلة فعالة لتحويل الشغف إلى مصدر دخل مستدام.
5. اتخاذ قرارات جريئة
يبرز الوثائقي أن التغيير الجذري في أسلوب الحياة، مثل تقليل حجم المسكن أو تغيير النمط الاستهلاكي، يمكن أن يكون مفتاحًا لتحقيق الأهداف المالية.
6. أتمتة القرارات المالية الصحية
من خلال تخصيص نسبة من الدخل فور استلامه لتغطية الالتزامات المالية، يمكن للأفراد تجنب قرارات الإنفاق العشوائي. وتم اقتراح تقسيم الراتب لخمسة عناصر أساسية محددة مسبقًا، ليتم التحكم في كيفية الإنفاق.
7. بناء علاقة صحية مع المال
يُظهر الوثائقي كيف أن تغيير النظرة إلى المال من منظور الندرة إلى الوفرة يمكن أن يغير الحياة. تبدأ هذه الرحلة بتطوير عادات إنفاق سليمة ووضع خطط مالية طويلة الأجل.
ختاما، فإن وثائقي "Get Smart with Money" ليس مجرد عرض توعوي، بل أداة تعليمية تمهد الطريق للمشاهدين لفهم أهمية التخطيط المالي، واعتماد عادات مالية صحية. يُظهر الوثائقي أن تحقيق الحرية المالية ليس بالأمر المستحيل، ولكنه يتطلب الصبر، والتخطيط، واتخاذ خطوات عملية.
يُعد هذا العمل مصدرًا ملهمًا لأي شخص يسعى إلى تحسين وضعه المالي، بغض النظر عن مدى تعقيد مشاكله الحالية.
هذا الوثائقي هو تذكير بأن الخطوة الأولى نحو النجاح المالي تبدأ بفهم المال كأداة تُسهم في تحسين جودة الحياة، وليس كغاية في حد ذاتها.
