يظل سؤال "كيف يفكر الأغنياء؟" محط اهتمام الكثير من الأشخاص الطموحين، الذين يبحثون عمَّ يميّز الأثرياء عن غيرهم للاستفادة من تجاربهم. فهل هي مجرد ثروة موروثة أم عادات مالية مكتسبة؟
في الواقع، يشير بحث أجرته مؤسسة رامزي سوليوشنز إلى أن الأثرياء يتبنون عادات مالية محددة تميزهم عن غيرهم.
هذه العادات لا تقتصر على كيفية كسب المال فحسب، بل تمتد إلى كيفية إدارته واستثماره.
إليك أبرز عادات الأثرياء التي تميزهم عن غيرهم:
الأثرياء يضعون خططًا مالية طويلة الأجل، تحدد أهدافهم المالية وكيفية تحقيقها. إنهم لا يتركون الأمور للمصادفة، بل يضعون ميزانيات دقيقة، ويتتبعون نفقاتهم وإيراداتهم بانتظام.
كما أنهم يضعون أهدافًا مالية محددة وقابلة للقياس، مثل تحقيق مبلغ معين من المال في فترة زمنية محددة، أو شراء عقار أو بدء مشروع تجاري.
هذا التخطيط الدقيق يمكنهم من التحكم في أموالهم وتوجيهها نحو تحقيق أهدافهم.
الأثرياء لا يدخرون أموالهم فقط، بل يستثمرونها في أصول متنوعة مثل الأسهم والعقارات والأعمال التجارية. إنهم يدركون أن الاستثمار هو مفتاح تنمية الثروة على المدى الطويل.
إنهم يحرصون على تنويع استثماراتهم لتقليل المخاطر وزيادة العوائد. كما أنهم يستعينون بخبراء ماليين لتقديم المشورة والنصح في اتخاذ القرارات الاستثمارية.
الأثرياء يدخرون جزءًا كبيرًا من دخلهم بانتظام، حتى قبل دفع أي فواتير أو نفقات أخرى. إنهم يعطون الأولوية للادخار، ويعتبرونه عادة أساسية للحفاظ على الثروة وتنميتها.
إنهم يؤمنون بأهمية الادخار المبكر، ويبدأون في ادخار المال في سن مبكرة قدر الإمكان. كما أنهم يحرصون على زيادة مدخراتهم بمرور الوقت، مع زيادة دخلهم وتحسن وضعهم المالي.
الأثرياء يسعون دائمًا إلى تطوير مهاراتهم ومعرفتهم المالية. إنهم يقرؤون الكتب والمقالات المالية، ويحضرون الدورات التدريبية والندوات، ويتعلمون من تجارب الآخرين.
إنهم يدركون أن المعرفة المالية هي قوة، وأنها تمكنهم من اتخاذ قرارات مالية أفضل وتحقيق النجاح المالي. كما أنهم يحرصون على مواكبة التغيرات في الأسواق المالية والاقتصادية، ليكونوا على دراية بأحدث الفرص والتحديات.
الأثرياء يدركون أهمية رد الجميل للمجتمع، ويتبرعون بجزء من ثروتهم للأعمال الخيرية والمؤسسات غير الربحية. إنهم يؤمنون بأن الثروة ليست مجرد امتياز شخصي، بل هي مسؤولية اجتماعية.
إنهم يحرصون على دعم القضايا التي يؤمنون بها، مثل التعليم والصحة ومكافحة الفقر. كما أنهم يشجعون الآخرين على العطاء والمشاركة في الأعمال الخيرية.
عندما يقولون إنك تصبح الشخص الذي تختلط به، فهم لا يمزحون. فالأصدقاء والعائلة هم من أكبر المؤثرين علينا، للأفضل أو للأسوأ.
إذا كنت تختلط بمجموعة من الأشخاص ذوي التفكير المماثل، والذين يلتزمون بنفس الأهداف الشخصية والمالية الأساسية التي تلتزم بها، فإنكم جميعًا تتجهون في الاتجاه نفسه.
ومن المرجح أن تجد التشجيع والثقة في مجموعة من الأصدقاء الذين يتوافقون مع قيمك وأهدافك.
أصحاب الملايين العاديين إذا أرادوا شيئًا لا يستطيعون تحمله، فإنهم يدخرون المال، ويدفعون ثمنه نقدًا لاحقًا. إن أقساط السيارات، والقروض الطلابية، وخطط التمويل النقدي ليست جزءًا من مفرداتهم، ولهذا السبب فإنهم يربحون بالمال.
فهم لا يدينون بأي شيء للبنك، لذا فإن كل دولار يكسبونه يبقى معهم لإنفاقه أو توفيره.
العادات المالية التي يتميز بها الأثرياء ليست مجرد وصفة للثراء، بل هي مجموعة من القيم والمبادئ التي توجه سلوكهم المالي.
إنهم يؤمنون بأهمية التخطيط والادخار والاستثمار والتعلم المستمر، ويدركون أن الثروة الحقيقية لا تكمن في حجم الأموال التي يمتلكونها، بل في كيفية استخدامها لتحقيق أهدافهم وإحداث تأثير إيجابي في العالم.