مع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي يشهد عالم العمل تحولًا غير مسبوق، فمن المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على حوالي 50 مليون وظيفة في المستقبل القريب وفقًا لما ذكره بحث لهارفارد بزنس ريفيو.
وهذا التأثير لن يقتصر على المهام الروتينية فحسب، بل سيمتد إلى تعزيز قدرات العاملين في مهام أخرى.
ونتيجة لذلك، ستضطر الشركات إلى إعادة هيكلة تنظيماتها وتغيير استراتيجيات إدارة المواهب بشكل جذري.
وستتغير منحنيات التعلم التقليدية للوظائف؛ ما يستدعي إعادة التفكير في كيفية اكتساب المهارات والتقدم الوظيفي.
هل سيغير الذكاء الاصطناعي قيمة الخبرة؟
نعم، سيغير الذكاء الاصطناعي قيمة الخبرة بشكل كبير، حيث سيتم التركيز بشكل أكبر على المهارات الناعمة والقدرة على التكيف مع التغييرات، بدلًا من التركيز على المهارات التقنية وحدها. كما ذكر موقع تيك كرانش للتقنيات.
كيف سيغير الذكاء الاصطناعي قيمة الخبرة؟
إليك طرق تغيير الذكاء الاصطناعي للخبرة المهنية:
التركيز على المهارات النقدية
مع تطور الذكاء الاصطناعي في المهام الروتينية، ستزداد أهمية المهارات العميقة مثل التفكير النقدي، والإبداع، والتواصل، والقيادة. هذه المهارات ضرورية للتعامل مع المواقف المعقدة واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
إذ يمكن أن يعمل الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتوليد التقارير غالبًا، لكنه لا يستطيع استبدال القدرة على فهم السياق والتواصل الفعال مع الآخرين.
وبالتالي ستهتم الشركات بالبحث عن مرشحين يتمتعون بمهارات حل المشكلات والقدرة على التعاون بفعالية في فرق متعددة التخصصات.
التعليم المستمر السريع
التغيرات السريعة في التكنولوجيا تتطلب من الأفراد التزامًا بالتعلم المستمر وتطوير المهارات.
فالقدرة على التكيف مع التقنيات الجديدة وتعلمها بسرعة ستكون ميزة تنافسية كبيرة.
والشركات ستستثمر في برامج التدريب والتطوير لمساعدة موظفيها على اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي.
إن التعلم المستمر من أهم سبل المحافظة على الوظيفة في عصر الذكاء الاصطناعي.
إعادة تعريف الخبرة
الخبرة لن تقتصر على عدد سنوات العمل في مجال معين، بل ستشمل القدرة على تطبيق المعرفة والمهارات في سياقات مختلفة.
فالشركات ستبحث عن مرشحين يتمتعون بخبرة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في مجالات عملهم.
وستصبح الخبرة في التعامل مع التقنية الحديثة هي أساس الخبرة.
الخبرة الرقمية أصبحت من أهم أنواع الخبرات في هذا العصر.
تغيّر معايير التوظيف
معايير التوظيف ستتغير لتشمل تقييم المهارات الناعمة والقدرة على التعلم والتكيف.
فالشركات ستستخدم أدوات تقييم متطورة لتقييم قدرات المرشحين في مجالات مثل التفكير النقدي والإبداع.
وستصبح المهارات الرقمية والمشاريع العملية أكثر أهمية من الشهادات الأكاديمية التقليدية. كما أشار مقال لموقع CNN بزنس.
يفرض الذكاء الاصطناعي علينا إعادة التفكير في مفهوم الخبرة وكيفية تقييمها. والنجاح في المستقبل سيعتمد على القدرة على التكيف مع التغييرات المستمرة وتطوير المهارات اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا والذكاء المتطور باستمرار في مجال العمل.
