أحدث مبدأ "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" والمعروف عالمياً باختصار (BNPL) أو التقسيط، تغييراً جذرياً في طريقة إنفاق المستهلكين، خاصةً في مجال التسوق عبر الإنترنت.
إذ أتاح هذا المبدأ للمستهلكين شراء المنتجات والخدمات على الفور، مع تأجيل الدفع إلى وقت لاحق، غالباً على شكل أقساط دون فوائد أو بفوائد.
وقد اكتسب مبدأ "اشتر الآن وادفع لاحقاً" شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، مدفوعاً بالتطورات التكنولوجية، وزيادة التسوق عبر الإنترنت، بالإضافة إلى رغبة المستهلكين في المرونة المالية.
"اشترِ الآن وادفع لاحقاً" هو نموذج تمويل قصير الأجل يسمح للمستهلكين بإجراء عمليات شراء ودفع ثمنها على أقساط، عادةً دون فوائد إذا تم دفعها في الوقت المحدد.
وظهرت هذه الفكرة لأول مرة في التجارة التقليدية، ولكنها اكتسبت زخماً كبيراً مع ظهور التجارة الإلكترونية.
ووفقاً لمقال منشور على موقع الاقتصاد "Investopedia"، فإن طريقة "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" اكتسبت شعبية خلال بداية جائحة كورونا، عندما تحول العديد من المستهلكين إلى التسوق عبر الإنترنت.
وجذبت هذه الخطط المستهلكين الذين يبحثون عن طرق مرنة لإدارة مواردهم المالية، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية غير المؤكدة.
غيّر مبدأ "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" إنفاق المستهلكين حول العالم بعدة طرق من بينها:
شجع هذا المبدأ على اتخاذ قرارات شراء سريعة وغير مخطط لها، حيث يمكن للمستهلكين الحصول على ما يريدون دون الحاجة إلى التفكير ملياً في التكلفة الإجمالية.
وتساهم العروض الترويجية والإعلانات التي تسلط الضوء على خيارات الدفع بالتقسيط في تحفيز الإنفاق الاندفاعي.
يمكن للمستهلكين شراء منتجات أو خدمات ذات قيمة أعلى مما كانوا يستطيعون تحمله في السابق، مما يزيد من حجم الإنفاق الكلي.
يساهم ذلك في زيادة الطلب على السلع والخدمات، ويعود بالنفع على الشركات والتجار.
قد يميل المستهلكون إلى تقليل مبالغ الادخار، حيث يشعرون بأن لديهم المزيد من المرونة المالية، وقدرة أكبر على تحمل الديون.
قد يؤدي ذلك إلى تراجع معدلات الادخار، وزيادة الاعتماد على الائتمان.
إذا لم تتم إدارة المدفوعات بشكل مسؤول، فقد تتراكم على المستهلكين ديون كبيرة، مما يؤدي إلى صعوبات مالية وتوتر.
من الضروري وضع ميزانية دقيقة وتتبع المدفوعات لتجنب الوقوع في فخ الديون.
إليك أبرز الأسباب التي ساعدت في سرعة انتشار "اشترِ الآن وادفع لاحقاً"
تتميز هذه الخدمة ببساطة إجراءاتها، حيث يمكن للمستهلكين إتمام عمليات الشراء بسرعة دون الحاجة إلى ملء استمارات طويلة أو انتظار موافقات معقدة.
يتم دمج خيارات الدفع هذه، غالباً، في صفحات الدفع عبر الإنترنت، مما يجعل العملية سلسة ومريحة.
توفر خطط الدفع بالتقسيط للمستهلكين القدرة على توزيع تكلفة المشتريات على عدة دفعات، مما يخفف الضغط على الميزانية الشهرية.
تتيح هذه المرونة للمستهلكين شراء سلع أو خدمات قد لا يكونون قادرين على تحمل تكلفتها دفعة واحدة.
بشكل عام، غيّر مبدأ "اشترِ الآن وادفع لاحقاً" سلوكيات الإنفاق لدى المستهلكين، حيث زاد من الإنفاق الاندفاعي، ووسع القدرة الشرائية.
ومع ذلك، يجب على المستهلكين استخدام هذه الخدمة بحذر، وإدارة مدفوعاتهم بشكل صحيح لتجنب تراكم الديون.