التجارة الإلكترونية كانت سببًا في ثورة في عالم التسوق وتغييرات كبيرة في سلوكيات المستهلكين.
إذ لم يعد التسوق يقتصر على زيارة المتاجر التقليدية، بل أصبح بالإمكان شراء أي شيء نريده بضغطة زر واحدة من خلال هاتفك.
هذا التحول السريع أثار تساؤلات حول تأثيره في أنماط الاستهلاك، فهل التسوق عبر الإنترنت يدفعنا إلى شراء المزيد، أو أنه يساعدنا على التحكم في إنفاقنا.
تختلف الآراء حول هذا الموضوع، حيث يرى البعض أن سهولة الوصول إلى المنتجات وتنوع الخيارات يشجع على الشراء المندفع، بينما يرى البعض الآخر أن التسوق عبر الإنترنت يتيح مقارنة الأسعار واتخاذ قرارات شراء أكثر وعيًا.
في هذا المقال سنستكشف الجوانب النفسية لقرارات التسوق الإلكتروني، والإجابة عن السؤال المحوري.
تناولت دراسة حديثة موضوع تأثير العوامل النفسية على سلوك المستهلك عبر الإنترنت.
وبحثت دراسة Online Shopping Addiction: Symptoms, Causes and Effects" حول أعراض وأسباب وتأثيرات إدمان التسوق عبر الإنترنت.
ولفتت الدراسة المنشورة على ResearchGate، إلى أن عوامل مثل: الراحة وإمكانية الوصول على مدار الساعة تزيد الشراء الاندفاعي، بالإضافة إلى تأثير استراتيجيات التسويق والضغط الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الشراء.
تشير العديد من الدراسات إلى أن التسوق عبر الإنترنت يزيد الاستهلاك، وذلك لعدة أسباب:
يتيح التسوق عبر الإنترنت الوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات في أي وقت، ومن أي مكان؛ ما يشجع على الشراء المندفع.
تستخدم الشركات تقنيات متطورة لتتبع سلوكيات المستهلكين عبر الإنترنت، وتقديم إعلانات وعروض مخصصة لهم، ما يزيد احتمالية الشراء.
غالبًا ما تقدم المتاجر الإلكترونية عروضًا وخصومات مغرية، مما يشجع المستهلكين على شراء المزيد.
على الجانب الآخر، يرى البعض أن التسوق عبر الإنترنت يمكن أن يساعد على تقليل الاستهلاك، وذلك لعدة أسباب:
يتيح التسوق عبر الإنترنت مقارنة الأسعار بين مختلف المتاجر؛ ما يساعد المستهلكين على اتخاذ قرارات شراء أكثر وعيًا.
يمكن للمستهلكين إضافة المنتجات إلى سلة التسوق والانتظار قبل الشراء؛ ما يتيح لهم التفكير مليًّا في حاجتهم إلى هذه المنتجات.
توفر بعض التطبيقات والمواقع الإلكترونية أدوات لتتبع الإنفاق؛ ما يساعد المستهلكين على مراقبة ميزانيتهم والتحكم في إنفاقهم.
لا يمكن إنكار أن التسوق عبر الإنترنت أتاح للمستهلكين الوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات بسهولة ويسر. ومع ذلك، فإن تأثير هذا التحول الرقمي على حجم الاستهلاك لا يزال موضوعًا للنقاش بين زيادة الاستهلاك والتقليل منه.
لذلك، فإن الوعي بأنماط الاستهلاك والتحكم في الإنفاق هما المفتاح للاستفادة من مزايا التسوق عبر الإنترنت دون الوقوع في مخاطر الإفراط في الاستهلاك.