تعتبر الشمس مصدرًا أساسيًّا للحياة على كوكب الأرض، ولكنها قد تصبح أيضًا تهديدًا في يوم من الأيام، إذ حذر العلماء مؤخرًا من احتمال وقوع "توهج شمسي فائق"، وهو انفجار شمسي ضخم قد يتسبب في إطلاق طاقة تعادل مليارات القنابل الذرية.
هذا التوهج الشمسي وفق صحيفة "ديلي ميل" يحدث عندما تتشابك الحقول المغناطيسية على سطح الشمس فوق البقع الشمسية الباردة، ما يتسبب في انفجارات هائلة تطلق إشعاعات عبر الطيف الكهرومغناطيسي من الأشعة السينية إلى الأشعة فوق البنفسجية وأشعة غاما.
كان يُعتقد أن التوهجات الشمسية تحدث مرة كل ألف إلى عشرة آلاف عام، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن هذه الظاهرة قد تحدث مرة كل قرن.
ويُعتقد أن التوهجات الشمسية الفائقة قد تكون أكثر شيوعًا مما كان متوقعًا، مما يزيد قلق العلماء بشأن تأثيراتها المحتملة.
8 دقائق من التشويش: بمجرد حدوث التوهج الشمسي، تبدأ الإشعاعات الكهرومغناطيسية في الانتقال بسرعة الضوء.
هذا يعني أن الأرض سيكون أمامها فقط 8 دقائق للاستعداد قبل أن تصل الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية، ما يسبب تشويشًا على الإشارات الراديوية، مما يؤدي إلى انقطاع كامل للاتصالات الراديوية على الجانب المضيء من الأرض.
30 دقيقة: العاصفة الإشعاعية: بعد نحو نصف ساعة من التوهج، تصل سحابة من الجسيمات الشمسية عالية الطاقة إلى الأرض.
في حين أن تأثير هذه الجسيمات قد يكون محدودًا بفضل المجال المغناطيسي للأرض، إلا أن الرحلات الجوية التجارية، خاصة في المناطق القطبية، ستكون معرضة لجرعات إشعاعية خطيرة.
كذلك، يتعرض رواد الفضاء في المحطات الفضائية الدولية لخطر الإصابة بالإشعاع.
16 ساعة: انقطاع الكهرباء والاتصالات: بعد 16 ساعة من التوهج، يصل القذف الكتلي الإكليلي إلى الأرض، ويحدث عواصف جيومغناطيسية تؤدي إلى تيارات كهربائية ضخمة تؤثر في شبكات الطاقة.
قد تتسبب هذه العواصف في انقطاع طويل للتيار الكهربائي، قد يمتد لعدة سنوات. كما أن أسلاك الإنترنت البحرية، التي تعتمد على النحاس، ستكون عرضة للتلف، ما يؤدي إلى انقطاع الاتصالات بين القارات.
تأثير في الأقمار الصناعية: بما أن العديد من الأقمار الصناعية تدير الأنظمة الحيوية مثل الاتصالات والملاحة، فإن التوهج الشمسي الفائق قد يتسبب في تعطيل هذه الأقمار، بل وقد يؤدي إلى سقوطها في مدار أكثر كثافة بسبب تأثير الإشعاع.
بينما يمكن أن تنحسر العواصف الجيومغناطيسية في غضون 24 ساعة، فإن التأثيرات على التكنولوجيا قد تستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات.
سيناريو محتمل هو انهيار جزئي للبنية التحتية الرقمية حول العالم، بما في ذلك الأجهزة الإلكترونية الدقيقة مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.
ستحتاج هذه الأجهزة إلى استبدال مكوناتها التالفة، ما سيستغرق وقتًا طويلًا، ويكلف الكثير من الأموال.
يبدو أن التوهجات الشمسية الفائقة تشكل تهديدًا حقيقيًّا، مما يبرز الحاجة إلى اتخاذ تدابير وقائية على مستوى عالمي، ويتطلب الأمر استجابة من الحكومات والشركات لضمان مواجهة هذا الخطر المحتمل بشكل فعّال.