من المحتمل أنك سمعت العبارة التي تقول، إن أزمة منتصف العمر تدفع شخص ما إلى شراء سيارة رياضية جديدة أو الدخول في علاقة غرامية، ولكن هناك الكثير في هذه الفترة الانتقالية مما تراه العين في أزمة منتصف العمر.
فغالبًا ما يشعر الرجال في هذه المرحلة بعدم الرضا الشديد عن قرارات حياتهم، ويتخذون إجراءات جذرية لعلاجها، ربما أحيانًا تكون خائطة.
إذا كنتِ تعتقدين أن زوجك يعاني من أزمة منتصف العمر، فإن أخصائية علم النفس السريري ياسمين سعد قدمت لموقع "brides" العلامات الأبرز التي تؤدي لتلك الأزمة لمعرفتها عن قرب.
تعريف أزمة منتصف العمر
تشير أزمة منتصف العمر إلى مرحلة في حياة الشخص (ما بين 35 إلى 65 عامًا) وهي فترة من التقييم الذاتي الوجودي، حيث يجد نفسه على مفترق الطرق بين الشباب والتقدم بالعمر.
وتوضح الأخصائية أن هذا النوع من الأزمات يظهر غالبًا بعد أن يفكر الأفراد في حياتهم ويجدون عدم الرضا عن جانب واحد منها على الأقل.
ووفقًا لياسمين، فإن أزمة منتصف العمر عادة ما تتطور على أجزاء وهي، إدراك الرجل أن جزءًا كبيرًا من حياته قد مضى بالفعل، لذلك يشعر بأنه مجبر على إيجاد المزيد من الإشباع، وتحقيق الشعور بالإنجاز، مما يؤدي إلى تحول مفاجئ في عالمهم العاطفي أو الخارجي.
وللتخفيف من حالة عدم اليقين والاستياء، يميل هؤلاء الأشخاص إلى التصرف بطرق غير معتادة ومتهورة، بدءًا من التغيير والتبديل في روتينهم اليومي وحتى تحديث نظام معتقداتهم بشكل جذري، ويشعرون بمشاعر شديدة، مثل الإحباط أو التهيج.
هل يعاني الجميع من أزمة منتصف العمر؟
الإجابة المختصرة كما تؤكد الأخصائية هي لا، ولن يواجه الجميع أزمة منتصف العمر.
أما المعايير الأساسية لأزمة منتصف العمر، فتوضح ياسمين: لكي تعاني من أزمة منتصف العمر، يجب أن تكون غير متوافق مع جزء واحد على الأقل من حياتك. وتضيف بأنه "على سبيل المثال، عشت حياة لا تتماشى مع رغباتك وأمنياتك الحقيقية أو ركزت على تحقيق أهداف معينة وتدرك، الآن، أن أشياء أخرى أكثر أهمية، وتتطلب تحولًا كاملاً في طريقة عيش المرء".
علامات تشير إلى أن زوجك يمر بأزمة منتصف العمر:
الشعور بالحاجة إلى المغامرة والتغيير
غالبًا ما يحاول أولئك الذين يعانون من أزمة منتصف العمر تحقيق الإنجاز من خلال البحث عن المغامرة وإجراء تغييرات جذرية، حتى لو كانوا في الطرف الأصغر من الطيف لأزمة العمر فوق الـ 35 عامًا.
ورغم أن بعض هذه الأفعال غير ضارة، مثل السفر إلى بلد جديد، إلا أن البعض الآخر يمكن أن تكون له عواقب سلبية على زواجك، سواء كان ذلك بسبب وجود علاقة غرامية، أو زيادة تعاطي الكحول، وأحيانًا الهروب للتعاطي بأسوأ الظروف.
ومع ذلك، إذا قام زوجك بإجراء تغييرات تدريجية بطرق واقعية غير مؤذية، فإنه سيحقق نجاحًا أكبر في الوصول إلى هدفه المتمثل في تحسين حياته.
إظهار مشاعر الحزن العميق
إذا كان زوجك يعاني من أزمة منتصف العمر، فعادة ما يشعر بالحزن ويعبر عنه.
خلال هذه الفترة، غالبًا ما سيراجع الفرص الضائعة في حياته والجوانب السلبية للماضي والحاضر، مما يجعل من الصعب الاعتراف بالخير والنجاح الذي صنعه.
ومن المحتمل أن يشعر بالتعاسة. في بعض الأحيان، ويمكن أن تؤثر هذه المشاعر على علاقته بك، ولذلك شجعيه على طلب المساعدة.
التشكيك في المعتقدات الراسخة
من الصحي تمامًا أن يستكشف زوجك أفكارًا جديدة، لكن التحديث الكامل لنظام معتقداته قد يشير إلى أنه يعاني من أزمة منتصف العمر.
على سبيل المثال، ربما كان شريكك يعتقد دائمًا أنه بحاجة إلى العمل الجاد لكسب لقمة العيش ودعم أسرته والشعور بالرضا، وبعد مروره في أزمة منتصف العمر قد يقرر فجأة أن حياته المهنية لن تحدث فرقًا، مما قد يدفعه إلى ترك وظيفته فجأة.
وجود صعوبة في التركيز
يعد عدم القدرة على التركيز علامة شائعة على أن الزوج يعاني من أزمة منتصف العمر.
وقد يشعر شريكك بالتعب أو الملل من روتينه اليومي، سواء كان ذلك بسبب مسؤوليات عمله أو وجوده في المنزل.
وهذا يمكن أن يجعل الشخص يذهب لأحلام اليقظة حول ما يمكن أن تكون عليه الحياة إذا اختار طريقًا آخر.
التغييرات في الطموح
بعد أن يقوم زوجك بتقييم ماضيه، قد يشعر بدافع أكبر لإجراء تغييرات في حياته. قد يشتري شريكك منزلًا جديدًا أو يعمل من أجل الحصول على ترقية في العمل. على سبيل المثال، من أجل التعويض عن قصور ملحوظ في حياته.
التعبير عن الغضب واللوم
عندما يواجه شريكك أزمة منتصف العمر، فإن عالمه العقلي أو العاطفي أو الخارجي يتغير بشكل جذري، وقد يشعر أن قراراته السابقة قد حددت طموحه، مما قد يؤدي به إلى نوبات من الغضب، ويمكن لهذا النمط من السلوك أن يعزل شريكك عن أصدقائه وعائلته.
الأسباب الشائعة والمؤدية لأزمة منتصف العمر:
تغيير في مظهرهم الجسدي
بمجرد وصول الفرد إلى منتصف العمر، سواء كان 35 أو 50 عامًا، قد يلاحظ علامات جسدية للشيخوخة، والتي يمكن أن تؤدي إلى أزمة منتصف العمر.
عندما يحدد زوجك التغيرات في قدراته البدنية أو مظهره الجسدي، فقد يقلل ذلك من احترامه لذاته، ويولد سلوكًا متهورًا.
على سبيل المثال، تقول الأخصائية ياسمين: "إن مشاعر عدم الأمان هذه قد تدفع بعض الأشخاص إلى الاعتقاد بأن زوجاتهم لم تعد منجذبة إليهم، مما قد يحثهم على العثور على شريك أصغر سنًا".
الندم على ماضيهم
في منتصف العمر، من الشائع أن يفكر الأفراد في ماضيهم. ومع ذلك، فإن هذا التقييم لا يتحول إلى أزمة منتصف العمر إلا إذا أصيب هؤلاء الأشخاص بالشلل بسبب الإحساس بأنهم ارتكبوا خطأ ما، أو أنهم يفتقرون إلى شيء ما، أو أنهم يريدون شيئًا مختلفًا. إذا كان زوجك يشعر بالندم، فقد يشعر بأنه مضطر إلى أن يعيش بقية حياته بطريقة مختلفة تمامًا.
تقول ياسمين: مثال على ذلك، عندما يعيش الناس حياة الواجب والمسؤولية، ثم يستيقظون في الخمسينيات من العمر وهم يشعرون بعدم الرضا، ويرغبون في الاستمتاع بحياة أكثر متعة وحرية تلبي رغباتهم.
وتابعت: "سيتغيرون، ولن يتعرف الأشخاص في حياتهم على سلوكهم، وسيشعرون بالحيرة من التغيير في السلوك والوجود".