يلجأ الكثيرون لاستخدام "الفلاتر"، رغبةً في تحسين صورهم والظهور بشكلٍ أكثر جمالا ورشاقة، لكن الأمر مختلف مع "فلتر السمنة"، وبالإنجليزية "Chubby filter"، الذي أحدث حالة من الجدل وموجة من الانتقادات، بعدما اعتبره البعض إهانة للذين يعانون من السمنة.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، جرى حذف "فلتر السمنة" من منصة "تيك توك"، بعدما اعتبره البعض شكلا من أشكال التشهير بالبدانة، لا سيما أن العديد من الأشخاص نشروا صورهم "قبل وبعد" استخدام الفلتر مصحوبة بنكات حول اختلاف مظهرهم عند اكتسابهم الوزن.
شعر العديد من المستخدمين بعدم الارتياح عند ملاحظتهم سخرية الأشخاص من أنفسهم بعد استخدامهم الفلتر، من بينهم "سادي"، التي تمتلك 66 ألف متابع على منصة "تيك توك"؛ إذ كانت من بين المطالبين بحظر "الفلتر".
وعبَّرت الشابة عن سعادتها بحذف الفلتر، وقالت: أنا سعيدة لأن تيك توك فعل ذلك، لأن وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية المطاف يجب أن تكون مكانا ممتعا وخفيف الظل، وليس مكانا تتعرض فيه للتنمر بسبب مظهرك.
وأوضحت "سادي"، البالغة من العمر 26 عاما، أنها تلقت اتصالات من نساء قلن إنهن حذفن "تيك توك" من هواتفهن؛ لأن هذا الاتجاه جعلهن يشعرن بالسوء تجاه أنفسهن.
لفتت الدكتورة إيما بيكيت، عالمة الغذاء والتغذية، إلى أنها شعرت أن هذا الاتجاه خطوة كبيرة إلى الوراء فيما يتعلق بوصمة الوزن.
وقالت: إنها مجرد الصور النمطية الخاطئة نفسها، والتصورات النمطية القديمة عن الأشخاص ذوي الأجسام الكبيرة على أنهم كسالى وبهم الكثير من العيوب، وهو أمر يجب تجنبه بشدة.
وشددت على أن "الفلتر" يزرع الخوف من زيادة الوزن؛ مما قد يسبب معاناة البعض من اضطرابات الأكل وعدم الرضا عن أجسامهم، كما أنه يغذي ثقافة الحمية السامة؛ مما يجعل الناس مهووسين بالطعام وممارسة الرياضة بطرق غير صحية، ويفتح أمامهم أبواب المنتجات الاحتيالية والحميات.
خرجت منصة "تيك توك" لإيضاح بعض التفاصيل حول الجدل القائم بشأن "الفلتر"، مُشيرةً إلى أنه جرى رَفعه بواسطة شركة CapCut، وهي شركة منفصلة عن "تيك توك".
كما أبلغت "تيك توك" هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أنها تُراجع مقاطع الفيديو المُحمّلة على التطبيق والتي استخدمت هذا التأثير، وأنها تُلغي إمكانية التوصية بها وتحظرها من حسابات المراهقين.
وأضافت أن أي مقاطع فيديو تنتهك إرشادات مجتمعه، على سبيل المثال من خلال عرض صور تنمر أو تحرش، ستُحذف.