في الوقت الذي يشهد فيه العالم انتشار العديد من التحديات عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت بعض الترندات على "تيك توك" تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الأطفال.
وقد تسببت محاكاة بعض هذه التحديات في وقوع حوادث مروعة تتطلب تدخلاً جراحيًا عاجلاً، أبرزها ابتلاع الأطفال للخرز أو الكرات المغناطيسية الصغيرة، التي تؤدي إلى إصابات خطيرة قد تصل إلى حد تهديد الحياة.
في تقرير نشرته صحيفة "ذا صن"، حذر الأطباء في بريطانيا من التحديات المنتشرة عبر "تيك توك" والتي تشمل استخدام كرات مغناطيسية صغيرة لمحاكاة "ثقب الوجه" أو الـ"بيرسينغ".
ولكن هذه الكرات غالبًا ما يتم ابتلاعها عن غير قصد، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية مهددة للحياة، مثل التصاق الأمعاء ببعضها بسبب تأثير المغناطيسات، مما يتطلب تدخلاً جراحيًا سريعًا.
في إحدى الحوادث المأساوية، اضطرّت طفلة بريطانية في السادسة من عمرها للخضوع لجراحة طارئة بعدما ابتلعت 23 مغناطيسًا أثناء محاولتها تقليد تحدٍّ منتشر على "تيك توك".
بدأ الأمر أثناء لعب الطفلة بالمغناطيس في المدرسة، ثم استخدامها لتزيين دميتها، لتجد نفسها في النهاية مضطرة لتناول المغناطيسات بشكل تدريجي، مما أدى إلى تعرضها لآلام شديدة في المعدة.
وخضعت الطفلة لجراحة استمرت عدة ساعات بسبب التصاق الأمعاء بالمغناطيسات، وهو ما هدد حياتها بشكل خطير.
في حادثة مشابهة، كانت الطفلة الرضيعة التي لا يتجاوز عمرها عامًا ضحية أخرى لهذه الألعاب المميتة؛ حيث ابتلعت الطفلة 6 كرات مغناطيسية صغيرة، وكانت والدتها في البداية تظن أنها مصابة بنزلة معوية.
ولكن مع تدهور حالتها الصحية، تبين من خلال الفحوصات أن المغناطيسات كانت قد تسببت في تلف جزء من أمعائها. خضعت الطفلة لجراحة طارئة، وتم إزالة جزء من أمعائها وتركيب كيس فغر لمساعدتها في التعافي.
في حادثة أخرى، أُصيب الطفل ريـون فلاورز بعد ابتلاعه 19 كرة مغناطيسية، ما أدى إلى انسداد في الأمعاء وانقطاع الإمداد الدموي عنها.
وعلى الرغم من أن والديه لم يكونا يدركان ما كان يحدث، فقد لاحظت والدته تدهور حالته الصحية وأخذته إلى الطبيب الذي اكتشف من خلال الأشعة السينية وجود الخرزات المغناطيسية.
وتم إجراء عملية جراحية لإزالة جزء من الأمعاء، وتركيب كيس فغر القولون، والذي قد يحتاج إلى أن يصبح دائمًا.
حالة أخرى مأساوية تعرض لها الطفل بوبي، البالغ من العمر 12 عامًا بعد ابتلاعه عددًا من الكرات المغناطيسية، إذ بدأ يعاني من ألم حاد في البطن،
وبينما كان الأطباء يعملون على إنقاذه من تمزق الأمعاء ونزيف داخلي. بعد الفحوصات، اكتشف الأطباء أن الكرات المغناطيسية قد اخترقت أمعائه وكان في حالة حرجة للغاية، حيث كان من الممكن أن يفقد حياته في حال تأخر التدخل الطبي.
بعد هذه الحوادث المأساوية التي تعرض لها العديد من الأطفال حول العالم، خرجت دعوات من قبل الأهالي والمختصين في مجال حقوق الطفل والصحة العامة للحد من بيع هذه الألعاب المغناطيسية.
واتهم العديد من الأهالي منصة "تيك توك" بنشر تحديات خطيرة تشجع الأطفال على وضع هذه الكرات في أفواههم لمحاكاة ثقب اللسان، كما طالبت العديد من المنظمات بحظر هذه الألعاب التي تتوفر بسهولة عبر الإنترنت.
رغم الشهادات المتزايدة من الأهالي، نفى "تيك توك" وجود أي محتوى يشجع على هذه التحديات الخطيرة.
وصرح المتحدثون باسم المنصة أنه لا يوجد دليل على انتشار هذه التحديات، وأكدوا أن "تيك توك" يقوم بحظر أي محتوى يشجع على السلوكات التي قد تؤدي إلى الإصابات.