يعدّ بناء علاقات قوية ومتينة بين الآباء والأبناء البالغين جهدًا وتفانيًا من كلا الطرفين، إذ يواجه العديد من الأبناء نقصًا في التعبير اللفظي عن الحب من والديهم، فالأطفال البالغون، مثلهم مثل الأطفال الصغار، يتوقون لسماع كلمات الحب والتقدير من والديهم.
وقد يبدو الأمر بديهيًا، إلا أن العديد من الآباء قد يترددون في التعبير عن مشاعرهم تجاه أبنائهم البالغين، معتقدين أنهم يعرفون ذلك بالفعل أو خوفًا من أن يبدو الأمر مبالغًا فيه.
عندما يتم نطق هذه العبارة البسيطة لطفلنا البالغ، فإننا نرسل له رسالة قوية مفادها أننا ننتبه إلى جهوده وتفانيه.
إنها عبارة تشجيعية تدفعه إلى الأمام، وتعزز ثقته بنفسه وقدراته، وتقود لتحقيق المزيد من الإنجازات.
في عصرنا الحالي، حيث تُقاس قيمة الإنسان بإنجازاته وموقعه الاجتماعي، فإن عبارة "أنت كافٍ" تحمل معنى عميقًا، إذ إنها تذكره بأنه محبوب ببساطة، وعندما يخبر الوالدان ابنهم البالغ بأنه كافٍ، فإنهما يعطيانه الإذن بأن يكون على طبيعته، دون الحاجة إلى التظاهر أو المثالية.
وتساعد تلك العبارة على بناء صورة ذاتية إيجابية، وتقلل من الضغوط التي يشعر بها الشباب للوصول إلى معايير غير واقعية.
عندما نؤمن بطفلنا، فإننا نعطيه قوة خارقة للتغلب على التحديات والصعاب، وعبارة "أنا أؤمن بك" هي بمثابة دفعة معنوية كبيرة، تساعده على تصديق نفسه وقدراته.
وعندما يشعر الطفل البالغ بأن والديه يؤمنان به، فإنه يكون أكثر استعدادًا لمواجهة المخاطر والخروج من منطقة الراحة، وتجعله يشعر بأنه قادر على تحقيق أي شيء يضعه في ذهنه.
الحب هو أساس كل علاقة صحية وسعيدة، وعندما نعبّر عن حبنا لأطفالنا، فإننا نزرع في قلوبهم الشعور بالأمان والاستقرار، وعبارة "أنا أحبك" هي تذكير يومي بأننا موجودون لدعمهم وحمايتهم.
وهذه العبارة البسيطة تخلق رابطة قوية بين الوالدين وأبنائهم، وتساعد على بناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، وكل مرة يسمعها ستكون كأنها أول مرة له.