تعد مرحلة المراهقة، فترة انتقالية حاسمة في حياة الفرد، إذ تتميز بتغيرات جسدية ونفسية وعاطفية كبيرة.
وخلال هذه المرحلة، يسعى المراهقون إلى اكتساب الاستقلالية وتحديد هويتهم الخاصة، ما قد يؤدي إلى صراعات مع الوالدين اللذين يسعيان إلى توجيههم وحمايتهم.
وتواجه الكثير من الأسر صعوباتٍ في التواصل خلال مرحلة المراهقة، إذ تنبع هذه التحديات من مجموعة عوامل، بما في ذلك، فجوة الأجيال، الإحراج، التغيرات النفسية والجسدية، المشاحنات، استخدام لغة تواصل مختلفة، تأثير الأقران.
وبهذا الشأن قدمت الطبيبة النفسية بونام بونيا، نصائح عدة لدورية onlymyhealth، حول كيفية تجاوز هذه التحديات، وتحسين التواصل الفعّال لبناء علاقة قوية وصحية بين الآباء والمراهقين، والتي نكشفها لكِ في السطور القادمة.
الاستماع الفعال
انتبهي لما يقوله ابنك/ابنتك المراهق دون مقاطعة، وأظهري اهتمامكِ من خلال لغة الجسد واتصال العين.
وحاولي فهم وجهة نظره دون إصدار أحكام، فالاستماع الفعّال هو أساس التواصل الجيد، وعندما يشعر المراهقون بأنكِ تستمعين لهم حقًا، يكونون أكثر عرضة للتحدث إليكِ بصدقٍ وانفتاح.
وتجنبي إلقاء محاضرات أو تقديم نصائح غير مرغوب فيها، وبدلاً من ذلك، ركزي على فهم مشاعرهم وتجاربهم.
قضاء الوقت معًا
خصصي وقتًا للتواصل مع ابنك/ابنتك المراهق دون أي مشتتات، يمكن أن يكون ذلك خلال وجبات الطعام أو ركوب السيارة أو حتى مجرد الجلوس معًا في الغرفة نفسها.
ففي خضم الحياة اليومية المزدحمة، من المهم تخصيص وقت للتواصل مع الابن/الابنة في سن المراهقة، سيساعد قضاء الوقت معًا على بناء الثقة وتعزيز العلاقة.
ابحثي عن أنشطة ممتعة لكليكما، مثل مشاهدة فيلم أو لعب لعبة أو ممارسة الرياضة.
احترام الخصوصية
امنحي ابنكِ المراهق مساحة وخصوصية، ولا تتطفلي على ممتلكاته الشخصية، أو تتصفحي رسائله أو مكالماته دون إذنه، فمن المهم احترام خصوصية المراهقين؛ لأنها تساعدهم على الشعور بالاستقلالية والاحترام.
أي تجنبي التطفل على حياتهم الشخصية أو محاولة التحكم في كل ما يفعلونه، وبدلاً من ذلك، امنحيهم مساحة للنمو والتطور كأفراد.
تشجيع حل المشكلات
بدلاً من إخبار أبنائك المراهقين بما يجب عليهم فعله، ساعديهم على تعلم كيفية حل مشاكلهم بأنفسهم.
اطرحي أسئلة مفتوحة وساعديهم على التفكير في حلول إبداعية، إذ سيساعد تعليم المراهقين كيفية حل مشاكلهم على بناء مهارات حياتية مهمة.
وتجنبي إنقاذهم من كل موقف صعب. بدلاً من ذلك، قدمي لهم الدعم والتوجيه في أثناء عملهم على إيجاد حلول بأنفسهم.
الثناء على الإيجابيات
لاحظي وامدحي السلوكيات الإيجابية لابنكِ المراهق، إذ سيساعد ذلك على تعزيز ثقتهم بالنفس وتحفيزهم على الاستمرار في فعل الأشياء الجيدة.
وغالبًا ما يركز الآباء على سلوكيات أبنائهم المراهقين السلبية، لذلك من المهم الاعتراف باللحظات الإيجابية.
وتذكري أنه عندما تمدحين ابنك المراهق على شيء جيد يفعله، فإنه يعزز هذا السلوك، ويشجعه على تكراره.