لم يكن يعلم الشاب البلجيكي ستورم دي بويل، المعروف بشغفه بالمغامرات في البراري وتوثيق رحلاته على قناته الشهيرة على موقع الفيديو العالمي يوتيوب StormOutdoorsy، أن عشقه للطبيعة سيقوده إلى نهاية مأساوية.
فأثناء توثيق رحلته في شمال السويد، علِق ستورم في عاصفة ثلجية مميتة أودت بحياته، تاركًا وراءه رسالة وداع مؤثرة لجدته.
قبل وفاته بساعات قليلة، أرسل ستورم رسالة نصية مؤلمة إلى جدته جاء فيها: تتساقط الثلوج بغزارة هنا. لكن لا تقلقي، سأنجو، كما تعلمين.
كما أرسل مقطع فيديو لصديقه، يظهر فيه الرياح العاتية التي عصفت بموقع خيمته، وهو آخر ما وثقه.
كان ستورم، البالغ من العمر 22 عامًا، يتنقل في منطقة Jokkmokk النائية بمقاطعة لابلاند، عندما تعرض لعاصفة ثلجية قاسية يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ورغم أنه أطلق إشارة استغاثة لخدمات الطوارئ السويدية، وأبلغهم عن إصابته وحاجته للمساعدة، فإن الظروف الجوية القاسية عرقلت وصول فريق الإنقاذ في الوقت المناسب.
وتم العثور عليه في صباح اليوم التالي جثة هامدة، على بعد تسعة أميال من موقع سيارته، وسط طقس متجمد وصلت حرارته إلى -6 درجات مئوية مع شعور بدرجات -18 بسبب الرياح العاتية.
وفقًا لوالدته، إليزابيث راديماكر، فإن ابنها عانى في لحظاته الأخيرة. وقالت: اقتُلعت الأشجار في تلك الليلة، وربما طارت خيمته؛ ما اضطره إلى المشي وسط العاصفة. كانت قدماه وأسفل ساقيه متجمدتين. يُرجح أنه سقط عدة مرات وكسر أنفه، وهو ما زاد من معاناته.
وأضافت: لقد عانى كثيرًا ومات وحيدًا. أستمر في تخيل لحظاته الأخيرة، وهو أمر يفطر قلبي.
اشتهر ستورم بحبه للعزلة واستكشاف الطبيعة، وكان يوثق مغامراته بحماس عبر قناته على يوتيوب، التي ألهمت آلاف المتابعين. وقال والده في تصريحات لوسائل إعلام محلية: مقاطع الفيديو التي صورها ستبقى إرثًا لا يقدر بثمن بالنسبة لنا. ولكن كاميرته الآن ما زالت هناك، وسط الثلوج، مليئة بصور رحلته الأخيرة.