لا يقتصر الألم بعد الطلاق على فقدان الشريك فحسب، بل يتعداه ليطال دوائر العلاقات الاجتماعية. فبعد أن كنت محاطًا بدفء العائلة والأصدقاء، تجد نفسك فجأة تواجه عالمًا جديدًا مليئًا بالوحدة والعزلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو.. لماذا يتلاشى الدعم الاجتماعي في هذه اللحظة بالذات؟ ولماذا يختار الأصدقاء الابتعاد عنا في وقتنا الأصعب؟
فالأصدقاء الذين اعتدنا على مشاركتهم أفراحنا وأحزاننا، قد يجدون صعوبة في التعامل مع هذه المرحلة الصعبة؛ ما يؤدي إلى تباعد تدريجي وربما انقطاع العلاقة.
قد يتسبب الطلاق في تباعد الأصدقاء والأقارب عنك لأسباب متعددة وفقاً للخبيرة النفسية الدكتورة سوزان بيز جادوا اختصاصية العمل الاجتماعي ومؤلفة كتاب Contemplating Divorce ومنها:
يخشى بعض الأصدقاء والأقارب المتزوجون أن يؤثر طلاقك على زواجهم، خاصة إذا كانت علاقاتهم الزوجية تواجه تحديات.
ربما يتجنبونك حفاظًا على استقرار زيجاتهم والخوف من التأثير عليهم لضعف في شخصياتهم.
يفتقر بعض الأصدقاء إلى الخبرة في التعامل مع الطلاق، ما يجعلهم يشعرون بالإحراج وعدم الراحة.
وقد يتجنبونك خوفًا من قول أو فعل شيء خاطئ أو لعدم معرفتهم بكيفية تقديم الدعم المناسب.
يشعر الأصدقاء أو الأقارب الذين يعيشون في زيجات غير سعيدة بالغيرة من قرارك بترك علاقة غير صحية، خاصة إذا كانوا عاجزين عن فعل الشيء نفسه.
وربما يتجلى هذا الشعور بالغيرة في شكل انتقاد أو تراجع عن علاقتهم بك.
يشعر الأصدقاء بخيبة الأمل عندما يدركون أن زواجًا اعتقدوا أنه مستقر يمكن أن ينتهي.
يدفعهم هذا الإدراك إلى التفكير في علاقاتهم الخاصة، مما يؤدي إلى عدم الارتياح بالتواصل مع فكرة وجود هذا الشخص المطلّق في حياتهم.
تتأثر صداقات الأزواج بعد الطلاق. قد يتجنب بعض الأصدقاء التحدث إليك خوفًا من الإحراج أو الخوف من أن تكون تهديدًا لعلاقاتهم مثلاً بالطليق.
وربما يتوقفون عن الاتصال بك أو دعوتك، وقد يتوقف أطفالك عن تلقي دعوات لحفلات أعياد الميلاد.