"تتجلى مفاهيم الذاكرة في معارض الفنانين العرب بطرق لا تعد ولا تحصى، في توجه ينبع في الغالب من إحساس عميق بالفقد، لتكون حافزاً لتوثيق أحداث الماضي على هيئة أشياء مادية ملموسة"، كانت هذه العبارة مدخلاً إلى معرض"مقام" للفنان الإماراتي هاشل اللمكي في "فن أبوظبي".
وقال اللمكي، لـ "فوشيا"، إن المعرض جمع أعماله منذ عام 2004 وحتى الآن، وإنه تضمن تجاربه المختلفة بكل ما فيها، باعتباره يجمع الرسم والنحت والتصوير والأداء الإيمائي، والفيديو، كما يوثق تجربته الفنية التي بدأت من مدينة العين، قبل سفره إلى أميركا للدراسة وتنقله بين مدن عدة قبل عودته إلى الإمارات، مشيرا إلى أن أفضل ما حصل له هو رؤية أعماله جميعها معروضة في مكان واحد بطريقة مدروسة.
وأوضح أن فكرة المعرض جاءت من قبل القيّمة الفنية الدكتورة فينيشا بورتر عندما التقاها في "بينالي ليون 16" ودعاها لتكون القيّمة الفنية على هذا المعرض.
وبحسب اللمكي، كانت فكرتها أن تفهمه كفنان وتعرّف الناس بمسيرته الفنية.
وقال: سُعدت جداً بالتعامل مع فينيشا، وفهمت نفسي أكثر من خلال هذه التجربة، خاصة عندما أرست سلسلة التفكير لدي من خلال رؤية أعمالي مركبة بهذه الطريقة.
ولأن فك رموز المعرض بأساليبه المختلفة والغامضة يحتاج مفردات مفتاحية من الفنان نفسه، كان لا بد من محاولة الحصول على بعض الدلالات من هاشل، الذي أوضح أن علاقته بالطبيعة تأسست بنشأته في مدينة العين المحاطة بجبل يطل عليها ويعتبر كالبوصلة لساكنيها، أثّرت على تكوين شخصيته فأصبح يدمجها بأعماله بطريقة تعبر عن تاريخ الأرض وعلاقة الإنسان بها، وتاريخ مكان نشأته.
وتطرق اللمكي للحديث عن طبيعته التجريبية، موضحاً سبب تنقله ما بين عناصر مختلفة لتنفيذ أعماله الفنية، ما بين الألوان والأقمشة والأواني الزجاجية والنشارة الخشبية والأشرطة وغيرها من العناصر، وقال: بطبيعتي أشعر بالملل من فكرة أن أحبس نفسي داخل نمط معين، وأسلوب معين، فما زلت أحتفظ بالجانب الطفولي بشخصيتي، وحبي لاستكشاف المواد والخامات الجديدة والأساليب الجديدة للتعبير في الاستديو، هذا هو الفن بالنسبة لي.
وعن العمل الذي توسط المعرض "البرج"، أوضح أنه بدأ منذ عام 2015 وهو مستمر إلى اليوم، وهو عبارة عن تجربة مستمرة يوظف فيها طريقة التجريبية في منح حياة جديدة للأشياء التالفة كالأواني الزجاجية والإضاءة والمواد الأخرى، ليؤكد أن لكل شيء قيمة ومعنى.
ووجه نصيحة في نهاية اللقاء إلى الفنانين الأصغر سناً، والمقبلين على بدء تجربتهم الفنية، مشجعاً إياهم على الاستمرار ومواصلة السعي لإيصال أفكارهم إلى العالم.