شهدت إسبانيا كارثة إنسانية حقيقية جراء فيضانات عارمة اجتاحت عدة مناطق، لاسيما مدينة فالنسيا، خلال الأيام القليلة الماضية، هذه الكارثة الطبيعية خلَّفت وراءها دمارًا هائلاً وخسائر في الأرواح، حيث أودت بحياة العشرات، وتسببت بتشريد الآلاف، في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل هذه الكارثة، وآثارها المدمرة.
أصيبت مدينة فالنسيا الإسبانية بضربة موجعة، حيث اجتاحتها فيضانات مفاجئة وعنيفة، تحولت خلالها الشوارع إلى أنهار جارفة، حيث جرفت السيارات والممتلكات،
وأسفرت هذه الكارثة عن مقتل 51 شخصًا على الأقل، وفقًا لأحدث الأرقام الرسمية، مع استمرار عمليات البحث عن المفقودين.
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تُظهر حجم الدمار الذي خلّفته الفيضانات، حيث غمرت المياه المنازل والمحال التجارية، وتسببت في انهيار بعض المباني. كما أظهرت اللقطات فرق الإنقاذ وهي تعمل جاهدة للعثور على الناجين، وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
يُرجع الخبراء أسباب هذه الفيضانات إلى الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة خلال فترة زمنية قصيرة، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والجداول بشكل مفاجئ. كما ساهمت التضاريس الجغرافية للمنطقة في تفاقم الأزمة، حيث تتسم بالوديان الضيقة، والمنحدرات الشديدة.
تسببت الفيضانات في أضرار جسيمة بالبنية التحتية للمدينة، حيث تضررت الطرق والجسور، وخطوط الكهرباء والمياه. كما تعطلت حركة النقل بشكل شبه كامل، وتوقفت العديد من الخدمات الأساسية.
سارعت السلطات الإسبانية إلى إطلاق عمليات إنقاذ واسعة النطاق، حيث تم نشر فرق الإنقاذ والجيش للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. كما تم إجلاء المئات من الأشخاص من منازلهم إلى مراكز الإيواء.
أطلقت العديد من المنظمات الإنسانية نداءات للتبرع لمساعدة المتضررين من الفيضانات. وتتضمن هذه المساعدات المواد الغذائية، والملابس، والأدوية، بالإضافة إلى المساعدات المالية لإعادة إعمار المنازل المتضررة.
حذَّر الخبراء من تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل، نتيجة لتغير المناخ، وزيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة. ودعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية للحد من آثار هذه الكوارث، مثل: بناء السدود والجدران الاستنادية، وتحسين أنظمة الصرف الصحي.