يحتفل العالم، في 5 سبتمبر من كل عام، باليوم الدولي للعمل الخيري، وهو فرصة رائعة لتسليط الضوء على أهمية العمل الخيري ودوره المحوري في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وتعاونًا.
هذا اليوم يمثل دعوة عالمية للجميع لتعزيز روح العطاء والتضامن بين الأفراد. ولأن تنشئة جيل يعي أهمية الخير تبدأ من الطفولة، فإن تعليم الأطفال العطاء منذ سن مبكرة هو استثمار في مستقبل مليء بالرحمة والإيثار.
يعد الوالدان النموذج الأول الذي يتعلم منه الطفل. فحين يرى الطفل والديه يقدمان المساعدة للآخرين، سواء كان ذلك عبر التبرع بالمال، أو الوقت، أو المجهود، ينغرس في ذهنه أن العطاء جزء طبيعي من الحياة. حاولي إشراك طفلك في الأنشطة الخيرية البسيطة مثل المساهمة في تنظيم الفعاليات المجتمعية أو تقديم المساعدة للجار أو التبرع بالملابس أو الألعاب القديمة. هذه التجارب ستجعل العطاء جزءًا من روتينه اليومي.
العطاء ليس محصورًا في الأمور المادية فقط. يمكن للطفل أن يعبّر عن العطاء بطرق مختلفة. اشرحي لطفلك أن بإمكانه العطاء عبر تقديم وقته لمساعدة الآخرين، مشاركة ألعابه مع أصدقائه، أو حتى من خلال قول كلمة طيبة.
علمي طفلك كيف يشعر بآلام الآخرين، ويقدّر معاناتهم. يمكنك القيام بذلك عن طريق قراءة القصص التي تتناول موضوعات مثل الفقر أو الكوارث الطبيعية، أو حتى مشاهدة الأفلام التي تعرض قصصًا تلهم الطفل للتعاطف مع الآخرين.
عندما يتعلم الطفل التعاطف، يصبح العطاء والخير انعكاسًا طبيعيًا لمشاعره تجاه الآخرين، وليس واجبًا عليه القيام به.
العطاء ليس مجرد فعل خير، بل هو وسيلة فعالة لتعليم الطفل قيمًا مهمة مثل المسؤولية والتخطيط. ساعديه على تخصيص جزء من مصروفه الأسبوعي لأغراض خيرية من اختياره. دعيه يختار المؤسسة أو القضية التي يرغب في دعمها، فهذا يعزز لديه الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، ويدفعه لاتخاذ قرارات إيجابية تعود بالنفع على الآخرين.
يمكنك البحث عن فرص تطوعية مناسبة لعمر طفلك، مثل تنظيم حملات تنظيف الحي أو المشاركة في أنشطة الجمعيات الخيرية المحلية. عندما يشارك الطفل في هذه الأنشطة، سيشعر بأثر ما يقدمه بشكل مباشر، مما يعزز من رغبته في مواصلة العمل الخيري.
لا تنسي أن تحتفلي بإنجازات طفلك في مجال العطاء. سواء كانت مساهماته صغيرة أو كبيرة، اجعلي العطاء تجربة ممتعة ومشوقة. يمكنك مثلاً تخصيص لوحة في المنزل لتعليق شهادات التقدير أو الصور من الأنشطة الخيرية التي شارك فيها. هذا يشجعه على الاستمرار في تقديم المساعدة والشعور بالفخر بما يقدمه.
اجعلي العطاء جزءًا من حياتكم اليومية كعائلة. يمكنكم مثلاً إعداد "صندوق الخير" في المنزل، حيث يمكن لأفراد الأسرة وضع الأموال أو المواد التي يرغبون في التبرع بها. كما يمكنكم تخصيص أوقات محددة للقيام بأنشطة خيرية جماعية مثل زيارة دار الأيتام أو إعداد وجبات للمحتاجين.