احتفل عمال الولايات المتحدة الأميركية بيومهم قبل أيام قليلة، إذ إن ما لا يعرفه كثيرون، أن أول يوم اثنين من سبتمبر/ أيلول من كل عام، هو اليوم الرسمي للاحتفال بعيد العمال لدى الأمريكيين، على عكس الشعوب الأخرى التي تحتفل به في الأول من مايو/أيار.
لكن بالعودة إلى التاريخ فإن الشرارة الأولى لعيد العمال انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية وتحديدًا من شيكاغو، إذ في الأول من مايو/أيار لعام 1886، نظمت حركة العمال في الولايات المتحدة إضرابًا واسعًا للمطالبة بتقليص ساعات العمل لتصبح ثماني ساعات.
ورغم أن الاحتجاجات بدأت بطريقة سلمية، إلا أنه سرعان ما اندلعت أعمال عنف في الرابع من مايو/ أيار في سوق هايماركت في شيكاغو، وانفجرت قنبلة في أحد التجمعات أودت بحياة الكثير من المحتجين.
وأدت عمليات اعتقال العديد من قادة العمال ومحاكمتهم محاكمات ظالمة، إلى رفع منسوب التضامن مع العمال.
ولاحقًا في العام 1889، خلال المؤتمر الدولي للعمال الذي عُقد في باريس، أي بعد عدة سنواتٍ من أحداث هايماركت، تم اعتماد الأول من مايو/ أيار ليكون يومًا يُحتفى به بالعمال، وأصبح بمثابةٍ رمزٍ للنضال العمالي.
ورغم ذلك لم تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية هذا التاريخ، بل اعتمدت تاريخًا آخر، ولسببٍ في جعبتها.
في صيف 1894، شهدت الولايات المتحدة العديد من المظاهرات والاضطرابات؛ ما دفع الحكومة الأمريكية للقيام بخطواتٍ جادة لتحسين علاقتها مع الحركة العمالية، واعتمدت في العام نفسه أول يوم اثنين من سبتمبر/ أيلول للاحتفاء بالعمال.
وجاء اختيار هذا اليوم باعتباره يصادف يوم انتهاء فصل الصيف لديهم وعودة التلاميذ إلى مدارسهم وجامعاتهم.
ويحتفل الأميركيون بهذه المناسبة بأكثر من طريقة، إذ تشهد البلاد حسوماتٍ كبيرة على المشتريات.
كما يحتفل الموظفون مع أولادهم قبل بدء العام الدراسي وبداية الشتاء من خلال السفر.
وتسجّل هذه المناسبة واحدة من أعلى نسب السفر في الولايات المتحدة برًا وجوًا، وقد وصل عدد المسافرين جوًا لهذا العام نحو 17 مليون مسافر في عطلة نهاية أسبوع عيد العمال، وفقًا لإدارة أمن النقل TSA.
كما أشارت الجمعية الأميركية للسيارات AAA إلى أن السفر المحلي أي داخل الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 9 بالمئة مقارنة بالعام الماضي من الفترة نفسها.