كشف الملياردير الأمريكي بيل غيتس، عن جزء من حياته الشخصية في مرحلة المراهقة، التي كان لها تأثير كبير على تشكيل مستقبله في مجال التكنولوجيا.
وأوضح بيل غيتس كيف أنه كان يتسلل خارج منزله في سن الـ13، بهدف قضاء ساعات طويلة في البرمجة، وهو ما لم يكن ليحدث لولا بعض الحريات التي منحها له والداه.
في مرحلة المراهقة، لم يكن لدى غيتس كما هو الحال مع العديد من أقرانه جهاز كمبيوتر في منزله.
ومع ذلك، كان يملك شغفاً كبيراً بالتكنولوجيا، ما دفعه إلى التسلل في ساعات متأخرة من الليل لممارسة البرمجة.
وكان يعتقد أن التكنولوجيا تمثل مفتاحاً لفهم المستقبل، ولذا كان يسعى لتطوير مهاراته البرمجية بشكل مكثف.
ووفقًا لما ذكره غيتس، فإن والديه كانا مشغولين جداً بحياتهما المهنية، فقد كان والده محامياً ووالدته ناشطة اجتماعية، وبهذا لم يلاحظا أفعاله في تلك الفترة.
ومن خلال مذكراته الجديدة، التي تحمل عنوان "Source Code"، شرح غيتس كيف أن هذا التسلل ساعده على بناء مسيرته المهنية لاحقاً، مؤكداً أن تلك الفترة كانت حاسمة في مسيرته مبرمجاً.
تحت ظروف غير تقليدية، أبرم غيتس اتفاقاً مع شركة محلية في منطقة سياتل، منحته فرصة الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر بشكل غير محدود.
هذا الاتفاق سمح له بقضاء ما يقارب أربعة أشهر في تعلم البرمجة وتطوير مهاراته، وقد وصف غيتس تلك الفترة بأنها كانت ثمينة للغاية في مسيرته المهنية، بحيث كان ذلك بداية تبلور فكرة "مايكروسوفت".
وأوضح غيتس أن تلك الفرصة كانت البداية الفعلية لمهاراته البرمجية، مؤكداً أن الساعات الأولى من التدريب كانت أساسية في اكتساب المهارات التي مكنته من النجاح لاحقاً في صناعة البرمجيات.
مع تقدم غيتس في تعلم البرمجة، بدأ في التفكير في تطبيقات عملية لما تعلمه، وهو ما ألهمه لاحقاً لتطوير برامج لأجهزة الكمبيوتر الشخصية.
هذه الفكرة شكلت لاحقاً نواة إنشاء "مايكروسوفت"، الشركة التي أصبحت إحدى أكبر شركات البرمجيات في العالم.
وأشار غيتس إلى أن هذا التطور لم يكن ليحدث إذا كان قد أمضى كل وقته في غرفة نومه، مضيفاً أن استغلاله للفرص المتاحة وقتئذ كان له تأثير كبير في مسيرته المستقبلية.
في مذكراته، تحدث غيتس عن حرية التعبير التي منحها له والداه، فقد سمحا له بقضاء ساعات طويلة في القراءة والتفكير في غرفته.
إضافة إلى ذلك، كان يذهب في رحلات إلى الجبال دون إشراف بالغ، وهو ما أتاح له مزيداً من الوقت للتفكير والتطوير الذاتي.
كما يذكر غيتس أنه في سن الثالثة عشرة، كان يركب حافلة إلى مكتب بعيد من أجل العمل على البرمجة في وقت متأخر من الليل. هذا الاندفاع وراء شغفه دفعه للعمل بجد والتعلم دون توقف.
في تعليق عن أطفاله الثلاثة، الذين أصبحوا بالغين الآن، أشار غيتس إلى أنه لو كانوا قد تصرفوا مثلما تصرف في صغره، لكان قد اكتشف الأمر بسهولة.
وهو ما يعتقد أنه سيكون سلوكاً غير مقبول بالنسبة له كأب. وقد لفت إلى أنه كان أكثر ملاحظة مع أطفاله بمساعدة زوجته السابقة ميليندا، مشيراً إلى أن جميع أبنائه أصبحوا جيدين للغاية في حياتهم، ما يبرهن على أن هناك أكثر من طريقة واحدة لتحقيق النجاح.