إعطاء الدواء للأطفال يمكن أن يكون تحديًا حقيقيًا للأمهات، حيث يرفض الأطفال غالبًا تناول الدواء؛ بسبب مذاقه أو عدم فهمهم لأهمية تناوله. ومع ذلك، هناك إستراتيجيات ذكية يمكن اتباعها لجعل هذه المهمة أسهل وأكثر سلاسة.
إليكِ بعض النصائح التي قد تساعدك على إقناع طفلك بتناول دوائه دون مواجهة صعبة.
تواصلي مع طفلك بشكل هادئ وبسيط. اشرحي له بطريقة يفهمها، مثلًا: هذا الدواء سيساعدك على الشعور بتحسن سريع، أو سيساعدك على التوقف عن السعال لكي تستطيع النوم بهدوء. عندما يعرف الطفل سبب تناول الدواء، سيكون أكثر استعدادًا لتناوله.
حوّلي تناول الدواء إلى لعبة ممتعة لتخفيف توتر الطفل. يمكنكِ مثلًا أن تقولي إن الدواء هو "إكسير سحري" يمنحه "قوة خارقة"، أو اجعليه يتخيل أنه "بطل" في قصة خيالية يحارب الجراثيم بتناوله. هذه الطريقة ستجعل الطفل أكثر حماسًا وتعاونًا أثناء تناول الدواء.
في كثير من الأحيان، يرفض الأطفال تناول الدواء بسبب طعمه السيء. يمكنك محاولة خلط الدواء مع طعام أو شراب يحبّه طفلك، مثل العصير أو الزبادي، ولكن تأكدي من استشارة الطبيب أولًا؛ لأن بعض الأدوية قد لا يُنصح بخلطها مع الطعام.
استخدام أدوات ملونة أو مزينة برسومات مبهجة، مثل أكواب أو محاقن خاصة للأطفال، يمكن أن يجعل تجربة تناول الدواء أكثر قبولًا لديهم. غالبًا ما تكون هذه الأدوات مصممة بطريقة جذابة للأطفال؛ ما يساعدهم على تقبل الدواء كجزء من روتينهم اليومي.
عندما يشعر الأطفال أن لديهم خيارات، يصبحون أكثر استعدادًا للتعاون. يمكنكِ تقديم خيارات بسيطة لطفلك مثل: هل تفضل تناول الدواء الآن أو بعد خمس دقائق؟ أو هل تفضل شربه باستخدام الكوب أو المحقنة؟. هذا الشعور بالتحكم في الموقف قد يجعل الطفل أقل مقاومة.
الرفض والعناد هما جزء طبيعي من مرحلة الطفولة، لذا من المهم الحفاظ على هدوء الأعصاب. يمكن أن يؤدي الضغط والعصبية إلى زيادة توتر الطفل. إذا رفض طفلك تناول الدواء في البداية، جربي الانتظار بضع دقائق قبل المحاولة مجددًا. قد يحتاج الطفل إلى بعض الوقت لتقبل الفكرة، وكلما كنتِ صبورة، كان من الأسهل على طفلك التكيف.
الأطفال غالبًا ما يقلدون سلوك البالغين. إذا رأى طفلك أنكِ أو أفراد الأسرة الآخرين، تتناولون أدويتكم دون مشاكل أو خوف، فمن المرجح أنه سيحاول تقليدكم.
يمكن أن يكون التشجيع فعالًا جدًا مع الأطفال. بعد أن يتناول طفلك دواءه، قدمي له مكافأة بسيطة مثل لعبته المفضلة، أو منحه وقتًا إضافيًا للعب، أو حتى التصفيق والإشادة بشجاعته. هذه المكافآت والتشجيعات تعزز من تجربته، وتجعلها أكثر إيجابية.