يشعر الكثيرون بالصدمة والحزن عندما يلاحظون تغيرًا جذريًا في علاقاتهم العاطفية؛ فبعد أن كانت العلاقة مبنية على الثقة والحب والمشاركة، تبدأ الشروخ بالظهور تدريجيًا.
قد يلاحظ أحد الشريكين تباعدًا ملحوظًا، وكأن هناك جدارًا يبنَى بينهما. يتجلى هذا التباعد في الكثير من السلوكيات، مثل: تراجع التواصل العميق، وتجنب الخوض في الأمور المهمة، وزيادة المشاحنات والانتقادات. قد يشعر أحد الشريكين بالوحدة والعزلة، رغم وجود الطرف الآخر بجانبه.
وكانت جامعة أكسفورد قد أجرت دراسة عام 2000 شددت على أهمية التواصل في العلاقات الزوجية، وكشفت عن سلوكيات معينة يلجأ إليها الشريك الذي يفقد اهتمامه بالعلاقة.
ووجدت الدراسة أن هؤلاء الشركاء يسعون لخلق مسافة نفسية بينهم وبين شريك حياتهم، من خلال اتباع إستراتيجيات محددة، حسب الباحث جون هيس.
إليكِ أبرز هذه السلوكيات وكيف تتعاملين معها
الانفصال:
عندما يقرر أحد الشريكين إنهاء العلاقة، فإنه غالبًا ما يتبع سلوكيات معينة لخلق مسافة بينه وبين الطرف الآخر.
قد يظهر هذا بوضوح في تراجع اهتمامه بالمحادثات المشتركة والأنشطة التي تجمعكما، أو بتجنبه إظهار أي مشاعر إيجابية تجاهك.
قد تجد أيضًا أن شريكك يبتعد عنك جسديًا، ويقلل من التواصل الحميم، ويهتم أكثر بأموره الشخصية. هذه السلوكيات تهدف بشكل غير مباشر إلى إخبارك برغبته في إنهاء العلاقة.
يسعى الشريك لخلق المسافة؛ مما يحد من مدى تفاعله مع الطرف الآخر. من خلال الردود القصيرة والمحايدة، يدفع الشريك الآخر بعيدًا، ويحافظ على مسافة آمنة.
عدم المشاركة:
الشريك الذي يسعى للابتعاد يتجنب المشاركة قدر الإمكان، من خلال الحد من مناقشة الخطط أو الأحداث المستقبلية، وأي محاولات حقيقية للتواصل، ويتجنب الشريك أي التزامات أو وعود بالارتباط.
سيكون الشريك الذي يريد الانسحاب غامضًا ومراوغًا ومترددًا قدر الإمكان فيما يتعلق بأي شيء يشملكما معًا. قد تستقبل خططك أو دعواتك بكلمات مثل "ربما" أو "سنرى"، وأية محاولة لاستجوابه حول تغير سلوكه ستؤدي إلى "يمكن أن نتحدث عن هذا في وقت آخر" أو "ليس الآن”.
سيصبح أسلوب التواصل سطحياً بشكل متزايد، وتتقلص المحادثات والمناقشات التي كانت في اهتماماتكما وأحلامكما وآرائكما ومشاعركما إلى مواضيع سطحية عادية.
العدائية:
الشريك الذي يفقد اهتمامه بالعلاقة قد يلجأ إلى العدوان كوسيلة للتعبير عن غضبه أو إحباطه.
قد يوجه انتقادات لاذعة، أو يلومك على كل المشكلات، أو يتصرف بطريقة عدوانية.
هذا السلوك العدواني هو محاولة منه لإنهاء العلاقة بطريقة غير مباشرة، وإلقاء اللوم عليك بدلاً من تحمل مسؤوليته.
