منذ أن أثارت المحيطات الخيال البشري في الأساطير القديمة، تزايدت الخرافات حول أعماقها الغامضة. وعلى الرغم من الأساطير المتعلقة بقارة أتلانتيس، اكتشف العلماء بالفعل "مدينة مفقودة" حقيقية تحت سطح المحيط، تحتوي على حياة بحرية متنوعة وفق "إندبندنت".
في غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، عثر العلماء على تكوينات صخرية ضخمة تشبه جدرانًا وأعمدة وصخورًا تمتد على طول يزيد على 60 مترًا. هذه التشكيلات الطبيعية ليست من آثار حضارة قديمة، بل هي بيئة حيوية غنية بالحياة.
يطلق العلماء على هذه المنطقة اسم "المدينة المفقودة"، ويعتقدون أنها تمتد لآلاف السنين. في هذا المكان، تغذي الفتحات الحرارية الحياة البحرية بما فيها الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية. وعلى الرغم من غياب الأكسجين، توجد أنواع أخرى من الحياة، مثل السرطانات والجمبري، التي تعيش في بيئة شديدة القسوة.
ما يميز هذه البيئة الفريدة هو أن الهيدروكربونات الناتجة من الفتحات تحت البحر لم تأت من الضوء أو ثاني أكسيد الكربون، بل من تفاعلات كيميائية في قاع البحر.
وسُميت هذه المنطقة "بوسيدون" على اسم إله البحر اليوناني، إذ تحتوي على بنية فريدة من نوعها تشبه أصابع اليد المقلوبة.
في ضوء الأهمية البيئية لهذا الاكتشاف، هناك دعوات لإدراج "المدينة المفقودة" ضمن مواقع التراث العالمي لحمايتها.
ويتزايد الوعي بأن البشر قد يتسببون في تدمير الأنظمة البيئية الثمينة، ما قد يؤدي إلى آثار غير مقصودة في المستقبل.
على الرغم من تأكيد بولندا حقوق التنقيب في المنطقة، هناك قلق من أن مثل هذه الأنشطة قد تؤثر بشكل غير مباشر في البيئة البحرية المحيطة بـ"المدينة المفقودة"، ما يستدعي مزيدًا من الحذر في التعامل مع هذه المنطقة الحساسة.