كشفت دراسة عن وجود ما يقرب من 200 ألف فيروس "لم تشاهد من قبل" في أعماق المحيطات. وهو ما تم الكشف عنه من خلال إحدى البعثات التي حاولت استكشاف الحياة البحرية حول العالم، واحتاجت من العلماء أكثر من 10 سنوات لإكمالها.
وقال الباحثون، بحسب النتائج التي نشرت بمجلة "الخلية"، إن معظم هذه الفيروسات غير ضار بالبشر، لكنه يمكن أن يصيب الحياة البحرية، مثل الحيتان والقشريات.
ونوه الباحثون إلى أن اكتشاف كل هذا العدد من الفيروسات يعد أمرا ضروريا؛ لأنه قد يتيح لنا معرفة المزيد من المعلومات بشأن الحياة على الكوكب وتأثير التغير المناخي.
وأوضح الباحثون أن بمقدر الفيروسات أن تساعد في حساب توازن الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض حيث يمكن للكائنات الحية في البحر أن تساعد على إعادة تدوير الأكسجين. وفي حين أنه من المعروف أن المحيطات تمتص وتخزن قدرا كبيرا من ثاني أكسيد الكربون، فإن الحياة في المحيطات مطلوبة للمساعدة في تحويل هذا المركب لأشكال أخرى؛ لأن توافر ثاني أكسيد الكربون بمستويات مرتفعة يمكن أن يزيد درجة حمضية المحيطات ويقتل الحياة البحرية.
ولهذا، يرى الباحثون أن كل هذا العدد الضخم من الفيروسات قد يكون شيئا ايجابيا في واقع الأمر من منظور التغير المناخي. هذا وقد قام الباحثون في هذا السياق بإنشاء خريطة توزيع للفيروسات المكتشفة في المحيطات حول العالم، وقاموا بتقسيمها إلى 5 مناطق، بحيث يمكن للباحثين أن يستفيدوا منها في المستقبل.
واستطاع الباحثون في بعثتهم الاستكشافية هذه أن يجمعوا عينات كثيرة من أعماق المحيطات على مسافة تصل إلى 2.4 ميل، وهو ما تطلب منهم وقتا وجهدا كبيرين بالفعل.
وعلق على ذلك عالم الأحياء الدقيقة، ماتيو سوليفان، الذي شارك في تلك البعثة الاستكشافية، بقوله "ستساعدنا تلك الخريطة الجديدة التي تم وضعها لتحديد أماكن تواجد هذه الفيروسات على فهم (مضخة) الكربون الموجودة في المحيطات، كما ستساعدنا على نطاق أوسع على فهم الكيمياء الحيوية التي تؤثر على كوكب الأرض، خاصة وأننا لم نكن نعلم في السابق إلا عن وجود 15 ألف فيروس فقط في المحيطات".