الصداقة هي إحدى أثمن العلاقات التي يمكن للإنسان أن يبنيها في حياته، فهي قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
ولكن ماذا يحدث عندما تكتشفين أن صديقتك المقربة ليست صادقة معكِ كما كنتِ تتخيلين؟ قد يكون الأمر صعبًا ومؤلمًا، لكن من المهم معرفة كيفية التعامل مع هذه المواقف بشكل صحيح، للحفاظ على صحتكِ وتوازنكِ النفسي.
أول خطوة يجب عليكِ اتخاذها هي التأكد من أن صديقتك تكذب بالفعل. قد تكون هناك تفسيرات أخرى لتصرفاتها، لذلك من الأفضل جمع المعلومات والتحقق من صحة ما تعرفينه. إذا كنتِ تشعرين بالشك في كلامها، حاولي التحقق من الأمر بهدوء، ومن دون إفشاء مشاعرك.
بعد التأكد من الكذب، يجب عليك التحدث معها بصراحة وهدوء. اختاري وقتًا مناسبًا ومكانًا هادئًا لفتح الحوار. ابدئي بالتعبير عن مشاعركِ بهدوء، وتجنبي الهجوم أو توجيه الاتهامات مباشرة، فهذا قد يجعلها تتخذ موقفًا دفاعيًا.
امنحي صديقتكِ الفرصة لتوضيح موقفها. قد تكون هناك أسباب دفعتها للكذب، سواء كانت تتعلق بالخوف من فقدان الصداقة أو الحرج من قول الحقيقة. استمعي لما تقوله دون مقاطعة، فهذا سيساعدك على فهم وجهة نظرها بشكل أفضل.
بعد الحديث معها، قد تحتاجين إلى إعادة تقييم علاقتكما. إذا كانت الكذبة أمرًا عابرًا وغير معتاد منها، فقد يكون من الممكن إصلاح الأمور واستعادة الثقة تدريجيًا.
ولكن إذا كان الكذب سلوكًا متكررًا، ويؤثر سلبًا على علاقتكما، فقد تحتاجين إلى التفكير في الابتعاد أو تقليل التواصل معها.
إذا قررتِ الاستمرار في الصداقة، من المهم وضع حدود واضحة. أخبريها بما تتوقعينه منها في المستقبل، وأنك تفضلين الصراحة حتى لو كانت الحقيقة مؤلمة.
وقد تحتاجين أيضًا إلى حماية نفسك عاطفيًا من أي تأثير سلبي محتمل، وعدم منحها الثقة المطلقة بسرعة.
التعامل مع صديقة كاذبة قد يكون تجربة مؤلمة، وقد تشعرين بالحيرة أو الغضب. في هذه الحالة، قد يكون من المفيد التحدث مع شخص تثقين به، سواء كان صديقًا آخر أو أحد أفراد العائلة، للحصول على نصائح ودعم.
في النهاية، يجب عليك التفكير في ما إذا كانت هذه الصداقة تستحق الاستثمار فيها. الصداقة الحقيقية تستند إلى الثقة، وإذا كانت هذه الثقة مفقودة، فقد يكون من الأفضل لكِ البحث عن صداقات جديدة تكون مبنية على الصدق والاحترام المتبادل.