في الخامس من أغسطس من كل عام، تصادف ذكرى رحيل العالمة المصرية البارزة سميرة موسى، والتي كانت أول امرأة مصرية تحصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية، واشتهرت بأبحاثها الرائدة في مجال الإشعاع الذري وتطبيقاته.
بدأت سميرة مسيرتها العلمية في مصر وتحديدا مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية مصرية، ثم درست في كلية العلوم جامعة القاهرة، وأكملت دراساتها العليا في بريطانيا، وسعت طوال حياتها إلى تطوير العلوم في مصر، وحلمت بتأسيس أول مفاعل نووي مصري.
ولسوء الحظ لم تحقق سميرة حلمها؛ إذ توفيت في حادث سير مأساوي في الولايات المتحدة.
عُيّنت سميرة بسبب تفوقها كعميدة للكلية، ومن ثم حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، لتدرس الإشعاع النووي في بريطانيا ضمن بعثة علمية وتحصل على شهادة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.
واستطاعت ابنة محافظة الغربية إتمام دراسة الدكتوراه خلال عام وخمسة أشهر فقط، وقضت باقي الأشهر في البحث عن معادلة تساعد في تفتيت المعادن الرخيصة، بالإضافة إلى صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع.
وكانت سميرة تأمل أن يكون لمصر نصيب مهم من التطور العلمي، وكانت تشدد على ضرورة زيادة ملكية السلاح النووي من أجل تحقيق السلام، كما أنها كانت تحلم في تسخير الذرة للحفاظ على حياة الإنسان كاعتمادها علاج للسرطان.
وشغلت سميرة التي ولدت في 3 مارس 1917، منصب عضو في الكثير من اللجان العلمية، أبرزها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية" التي أسستها وزارة الصحة المصرية.
وعملت في معهد مالينكرودت للأشعة في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري، إلى جانب عملها ضمن المعهد الوطني للمعايير والتقنية.
توفيت سميرة في مثل هذا اليوم من عام 1952، بحادث سير قيل إنه مدبر، وأن سبب الحادث هو فقدان السائق القدرة على التحكم بالمركبة التي كانت تستقلها، مما أدى لوقوعها في وادي سحيق على ارتفاع 16 كيلو مترا.
نالت سميرة بعد وفاتها الكثير من التكريمات من بلدها مصر، أهمها تكريمها من قبل الجيش المصري عام 1953. ومنحها الرئيس الراحل أنور السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981.
كما أُطلق اسمها على إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم في قريتها، بالإضافة إلى تسمية معمل ضمن كلية العلوم باسمها. وأنشأت الدولة المصرية قصر ثقافة يحمل اسمها في قريتها عام 1998.
بالإضافة إلى تسجيل قصتها في سيرة ذاتية بعنوان "اغتيال العقل العربي: سيرة ذاتية لأولى شهداء العلم د.سميرة موسى".