تحدثت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، عن التجربة التي خاضتها عندما تم اختيارها ضمن طاقم رحلة AX-2 الفضائية في شهر مايو/أيار 2023، لتصبح أول أمرأة سعودية وعربية تسافر إلى الفضاء.
ووصفت ريانة شعورها عندما انطلقت إلى الفضاء بالقول "نحلم ونحقق مثل شعار اليوم الوطني السعودي بكل بساطة، كان طموح الكثير من الشباب والشابات ولكنه تحقق معي".
وأضافت خلال استضافتها في برنامج "يحدث في مصر" الذي يُقدمه الإعلامي شريف عامر، أن والدها كان الحافز الأول لها، حيث كان يقول لها "خدمة الوطن شرف ما بعده شرف"، مشيرة إلى أنها عندما اجتازت الاختبارات في شهرين من مرحلة الترشح وحتى الاختيار، اتصلت على عائلتها وأبلغتهم بنجاحها.
ولفتت ريانة البالغة من العمر 35 عامًا إلى أن أفرد أسرتها كانوا يشعرون بالفخر والقلق في آن واحد، وزاد هذا الشعور قبل انطلاق الرحلة، وعندما سافرت إلى الفضاء تواصلت معهم، وتبددت عندهم مشاعر الخوف بعد أن طمأنتهم على حالها.
أما بشأن مراحل التدريب التي خاضتها قبل السفر إلى الفضاء، قالت ريانة: أولى الخطوات كانت في السعودية ثم توجهت إلى هيوستن بأمريكا وبعدها انتقلنا لتدريبات في اليابان ثم ألمانيا على نماذج مماثلة لنموذج المحطة الدولية، إضافة إلى التدريبات اليومية على مستوى علمي وصحي وجسدي وذهني، ولم أشعر بصعوبة في اجتياز التدريبات لأن طموحي كان الانتقال للمرحلة المقبلة.
وأوضحت أن رحلة العشرة أيام في الفضاء احتاجت لتدريبات لمدة 10 شهور كاملة، وقالت: كنت متحمسة لشعور الطفو في الفضاء بأجواء الجاذبية الصغرى، وكل مرة أرى الكرة الأرضية من المحطة كنت أشعر بالرهبة والإعجاز الإلهي.
وتابعت: كنت متحمسة لقول السلام عليكم من الفضاء عند أول اتصال من وكالة الفضاء السعودية من داخل الكبسولة، هذا الشعور لا يوصف، كما تحدثت مع عائلتي من داخل المحطة.
وعلقت ريانة على الصورة التي تصدرت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهي داخل الكبسولة الفضائية بالقول: كانت البدلة قادرة على مساعدة رائد الفضاء على البقاء حيًا في الظروف الصعبة، وهي من تصميم إيلون ماسك، وتساعد على التنفس والتحكم في ضغط الهواء؛ لأن السرعة تصل إلى 28 ألف كيلو متر في الساعة، وهي نفس سرعة محطة الفضاء الدولية، ومن بين مراحل الاختبارات أن يتحمل جسد رائد الفضاء هذه السرعة الكبيرة.
وأشارت إلى أنها خضعت لنظام غذائي وتدريبات بعد عودتها من الفضاء، وهي في أتم الاستعداد لخوض رحلة جديدة في الفترة المقبلة، معلقة: فكرة وجود رائدة فضاء امرأة أصلاً استثنائية، وأن تكون عربية ومسلمة، فهذا كان بمثابة تعرف رواد ومدربي المحطة الفضائية الدولية على ثقافة جديدة، وكان هناك حماس من أغلب المدربين للتفاعل مع 4 رواد فضاء سعوديين وكنا فريقًا نكمل بعضنا.
أما عن بداياتها، قالت ريانة إن والدها كان دائمًا يشجعها ويحفّزها للبحث العلمي، عندما تطرح عليه أي سؤال، وكان يطلب منها البحث عن الإجابة أو يستخدم معها الألغاز.
وأوضحت أنها بدأت عملها كباحثة عندما انهت دراستها، وتزامنت هذه الخطوة في الوقت الذي كانت وكالة الفضاء السعودية تبحث عن أشخاص لإجراء تجارب علمية في الفضاء.
وتابعت أنها كانت تريد إجراء تجارب علمية تفيد البشر في مجال الخلايا الجذعية والأنسجة، فدرست الماجستير، وعملت في مستشفى الملك فيصل التخصصي في مجال الخلايا الجذعية وتحديدًا في تخصص سرطان الثدي لمدة عشرة أعوام.
وحول حافزها لخوض تجربة جديدة قالت: الإنسان دائمًا عنده حب الاستكشاف وطموح البحث عن جديد.