غيب الموت الإعلامية اللبنانية بشرى عبد الصمد، عن عمر 55 عامًا بعد صراع مع السرطان، تاركة خلفها مشواراً حافلاً من العمل الإعلامي.
وأصيبت بشرى خلال السنوات الماضية، بمرض السرطان الذي أثر على صحتها بصورة واضحة، وكان بادياً عليها علامات الوهن والضعف، وهي تقدم حلقات برنامجها "ظلالنا"، الذي بدأت بتقديمه العام الحالي، بعد غيابها عن الشاشة إثر استقالتها من قناة الجزيرة عام 2001، وغيابها لفترة طويلة عن الظهور الإعلامي بسبب المرض، الذي استطاع أن يربح منها جولة الحياة، بعد أن قاومته طويلاً.
ونعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية، بشرى، وقال النقيب جوزف القصّيفي: فجع الوسط الصحافي والإعلامي برحيل الزميلة بشرى عبد الصمد، وهي في مقتبل العمر، وذروة العطاء، وعلى خلق كبير، واجتهاد لافت، والتزام دؤوب بآداب المهنة وأخلاقياتها. ولا غرو فهي كريمة مناضل نقابي عريق عرفه العمال مدافعاً عن حقوقهم ولقمة عيشهم.
وأضاف: كانت بشرى مثال التهذيب والاندفاع، ودائمة الانحياز إلى الحق والحقوق، ولم يعرف الحقد إلى قلبها سبيلاً، بل كانت منفتحة، ودودة، لا تعبأ بالمغريات، ولا تساوم على قناعاتها. وفي أيّ مكان عملت فيه خلفت بصمة، وتركّت انطباعا جيداً، وذكراً حميداً بحسّها الإنساني المرهف وأدبها الجمّ.
وتابع: بغياب الزميلة بشرى عبد الصمد تفقد الصحافة اللبنانية وجهاً محبباً، وقلماً رشيقاً، وإعلامية اعتمدت الموضوعية، ولم تحد عن أصول المهنة وأدبياتها، وهي التي تربّت في كنف عائلة وطنية آمنت بوحدة لبنان بعيداً من أيّ توجّه طائفي أو مذهبي، وكانت مواطنة مثاليّة، وعلى قدر عال من المسؤولية.
تحمل شهادة بكالوريوس من كلية الإعلام من الجامعة اللبنانية في 1991. عملت محررة في صحيفة "النداء" من عام 1993 إلى 1995، ومراسلة ومحررة في تلفزيون "الجديد" من عام 1993 إلى 1997، ومراسلة ومذيعة ومسؤولة نشرة في إذاعة "صوت الشعب" من 1997 إلى 2001.
برزت كمراسلة اقتصادية في قناة الجزيرة في لبنان منذ 2001، وحتى عام 2020.
وبعد انتهاء عملها من قناة "الجزيرة" أطلقت في شهر فبراير/شباط الماضي بودكاست "ظلالنا" عبر منصة "وترة"، ألقت خلالها الضوء على الصحة النفسية، وأثر ما بعد الصدمة على الصحافيين.