هل توفي بجرعة زائدة من المخدرات؟ أو نتيجة الغرق في حوض الاستحمام؟ أو لمروره بأزمة قلبية حادة؟
جميع تلك التكهنات افترضتها الشرطة الأمريكية، يوم وفاة الممثل ماثيو بيري، والذي يوافق اليوم الاثنين 19 أغسطس ذكرى ميلاده الـ56.
ولكن ما توصلت إليه الشرطة مؤخراً كان صادماً، إذ تبين أن بطل مسلسل "فريندز"، توفي بجريمة قتل غامضة ارتكبتها سلسلة أشخاص يتاجرون بالمخدرات!
في البداية، كان معروفاً عن بيري إدمانه المخدرات والفيدوكين تحديداً، ما سبب له التهاباً حاداً بالبنكرياس عام 2000، ليؤدي إلى فقدانه الكثير من وزنه بسبب ذلك، وفي عام 2001 قرر خوض رحلة العلاج، ودخل مصحاً للتأهيل النفسي، ليعلن عام 2013 تعافيه التام، ليحصد جائزة بطل التعافي من مكتب البيت الأبيض للسياسة الوطنية لمكافحة المخدرات، كما أصبح مدافعاً عن إعادة التأهيل ومتحدثاً باسم الرابطة الوطنية لمحترفي محاكم المخدرات.
لكن بعد تعافيه التام، عاد بيري لإدمان المخدرات، حيث أدمن عقار الكيتامين هذه المرة، وهو العقار الذي يستخدم في العمليات الجراحية بسبب إصابته بالاكتئاب، وما كشف جريمة القتل هو وجود نسبة كبيرة من الكيتامين في جسده.
وبحسب التحقيقات، يتحمل مساعده وطبيبان آخران المسؤولية الكاملة عن مقتله، إذ إنهم مرتبطان بشخصين كانا يبيعان لبيري المخدرات، ويحضرانه له بكميات كبيرةـ رغم معرفتهم بطبيعة مرضه.
وبحسب التحقيقات، حاولت سيدة تدعى "ملكة الكيتامين"، استغلال حاجة بيري للمخدرات، لتبيعه الجرعة بمبالغ خيالية، وهذا ما جعل مساعده وطبيبيه، يستغلان ذلك من أجل المكسب المادي. ورغم معرفة طبيبه بحالته المرضية، حقنه يوم وفاته بثلاث جرعات، كما أقدم طبيب آخر على تزوير التقارير الطبية التي تكشف تعاطيه المخدرات!
ولد ماثيو بيري يوم 19 أغسطس من عام 1969، في ويليامزتاون، ووالدته هي سوزان ماري موريسون صحفية كندية وسكرتيرة صحفية سابقة لرئيس الوزراء الكندي بيير ترودو، أما والده فهو جون بينيت بيري ممثل أمريكي وعارض أزياء.
ولم تكن طفولة ماثيو جيدة، إذ انفصلت والدته عن والده قبل أن يتم عامه الأول، وتولى تربيته الصحفي كيث موريسون زوج والدته الثاني.
تخلى ماثيو عن شغفه الأول كرة المضرب، وقرر السفر إلى أمريكا، في سن 15 عاماً، من أجل احتراف التمثيل كوالده، وكان أول ظهور رسمي له عام 1988 في فيلم "ليلة من حياة جيمي"، ثم شارك في مسلسل "آلام النمو"، لتتوالى أدواره، وأبرزها "سيدني"، و"بيفرلي هيلز"، و"هوم فري"، و "فريندز"، وأفلام: "فولز رش إن"، و"أولموست هيروز"، و"ثري تو تانغو"، و"ذا هول ناين ياردز".
لم يحظ الرجل الوسيم بفرصة الزواج خلال حياته، رغم دخوله بالكثير من العلاقات العاطفية، كما أنه لم ينجب، وتوفي وحيداً ليلة 28 أكتوبر العام الماضي.
وخاض بيري علاقة عاطفية مع ياسمين بليث عام 1995، كما خاض في العام ذاته علاقة عاطفية مع جوليا روبرتس، واستمرت عاماً كاملاً. وبعد عشر سنوات واعد ليزي كابلان لمدة 6 سنوات، ليعلن خطوبته سنة 2020، من المديرة الأدبية مولي هورويتز، لكنهما انفصلا بعد عام واحد.