بعد الماء، يعد الشاي المشروب الأكثر استهلاكًا في جميع أنحاء العالم لذا خصصت الأمم المتحدة يومًا لتكريمه باعتباره أحد أهم أسباب "ضبط مزاج" ملايين البشر.
والشاي هو مشروب مصنوع من نبات كاميليا سينيسيس، ويعتقد أنه نشأ في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين، لكن المكان الدقيق الذي نما فيه النبات للمرة الأولى غير معروف.
ووفقًا للأمم المتحدة، كان الشاي موجوداً مع البشر لفترة طويلة، إذ تشير الأدلة إلى بدء استهلاكه في الصين منذ 5000 عام، تحديدًا في عصر الإمبراطور الصيني شين نونغ.
ويقال إن الإمبراطور الصيني جلس تحت شجرة عام 2737 قبل الميلاد، يراقب خادمه وهو يسخن الماء للشرب، ولحسن الحظ انجرفت بضع أوراق من الشجرة إلى السائل المتصاعد من البخار، ودفعه فضوله لتجربته ومن هنا ظهر مشروب الشاي.
ويتمتع الشاي باختلاف أنواعه بسيرة طيبة بين الملايين، ليس فقط لمذاقه الحسن ولا فوائده الصحية العديدة ولا لكونه أحد المشروبات المتوارثة، لكن كونه مصدرًا رئيسًا لسبل العيش لملايين الأسر في البلدان النامية.
ويشكل إنتاج الشاي وسيلة العيش الرئيسة لملايين الأسر الفقيرة، التي تعيش في عدد من أقل البلدان نموًّا، إذ يستوعب العمالة، ويوفر آلاف فرص العمل، خاصة في المناطق النائية والمحرومة اقتصاديًّا.
أوضح موقع health أن هناك فئتين من الشاي: "الشاي الحقيقي"، الذي ينشأ من نبات الكاميليا سينينسيس، و"شاي الأعشاب"، وهو عبارة عن خليط من نباتات أو أعشاب أو فواكه أو توابل مختلفة منقوعة في الماء الساخن.
وذكرت أن الشاي الحقيقي يحتوي على الكافيين، إضافة إلى مضادات الأكسدة المعروفة باسم الكاتيكين، لكن في المقابل يخلو شاي الأعشاب من الكافيين، ويقدم عددًا لا يحصى من الفوائد الصحية، مثل: تهدئة اضطراب المعدة وتقليل الالتهاب وتعزيز الاسترخاء.
وعدَّد الموقع أبرز أنواع الشاي، سواء الحقيقي أو شاي الأعشاب، كالتالي:
1- الشاي الأخضر: يبرز كأحد أكثر الخيارات الصحية بين أنواع الشاي المختلفة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تركيزه العالي من مضادات الأكسدة. الشاي الأخضر يأتي من نبات كاميليا سينينسيس.
2- الشاي الأسود: يتميز بنكهته الغنية ولونه الداكن، ويعد خيارًا ممتازًا آخر، ويوصف بأنه شاي مؤكسد بالكامل، ويخضع لعملية تخمير أطول من الشاي الأخضر؛ ما يسهم في نكهته القوية المميزة ومحتوى الكافيين العالي.
3- شاي النعناع: شاي عشبي شعبي مصنوع من أوراق نبات النعناع، المعروف علميًا باسم Mentha Piperita، ويتميز بمذاقه المنعش ومجموعة واسعة من الفوائد الصحية.
4- شاي البابونج: شاي عشبي مشتق من الزهور المجففة لنبات البابونج، ويستهلك على نطاق واسع ومعروف بآثاره المهدئة.
5- شاي أولونغ: شاي صيني تقليدي يقع في مكان ما بين الشاي الأخضر والأسود عند الأكسدة، يقدم عددًا لا يحصى من الفوائد الصحية؛ ما يجعله خيارًا رائعًا لعشاق الشاي.
6- شاي الهندباء: مشتق من جذور وأوراق نبات الهندباء، وهو مشروب صحي مليء بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
7- الشاي الأبيض: سمي على اسم الزغب الأبيض الناعم الذي يغطي براعمه، هو شاي معالج بشكل بسيط معروف بنكهته ورائحته الرقيقة .
8- شاي الرويبوس: يعود منشأه إلى منطقة الفينبوس بجنوب أفريقيا، هو شاي عشبي خال من الكافيين مصنوع من أوراق نبات الأسبالاثوس الخطي.
9- شاي الكركديه: مشروب منعش مصنوع من البتلات المجففة لزهرة الكركديه، معروف بنكهته المنعشة وفوائده الصحية.
10- شاي الزنجبيل: معروف بنكهته ورائحته الحارة المميزة، وهو مشروب عشبي شهير مصنوع من جذر نبات الزنجبيل.
يحتفل الملايين باليوم العالمي للشاي في الـ21 من مايو/أيار من كل عام، وهو مناسبة لتكريم التراث الثقافي والمزايا الصحية والأهمية الاقتصادية لهذا المشروب، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
موضوع اليوم العالمي للشاي 2024 هو: "تكريم النساء في جميع أنحاء العالم، من المحصول إلى الكأس"، إذ يسلط الضوء على المرأة ودورها في قطاع الشاي.
ووفقًا لمنظمة اليونيسف، فإن اليوم العالمي للشاي فرصة للاحتفال بالتراث الثقافي والفوائد الصحية والأهمية الاقتصادية لهذا المشروب، مع العمل على جعل إنتاجه مستدامًا "من الحقل إلى الكوب" لضمان استمرار فوائده للناس والثقافات والبيئة لأجيال عديدة.
يمكن أن يحقق استهلاك الشاي فوائد صحية وعافية بسبب تأثيرات المشروبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة وفقدان الوزن.
وعددت "التليغراف" بعضًا من الفوائد الصحية المذهلة التي ينالها من يشرب كوبًا من الشاي، وأبرزها:
- خصائص مضادة للأكسدة: الشاي الأخضر أو الأسود كلاهما يحتوي على مضادات الأكسدة والمركبات التي قد تساعد على تقليل الالتهاب في الجسم.
- يدعم صحة القلب: للشاي تأثيرات إيجابية على وظيفة الأوعية الدموية، ما يساعد على تدفق الدم بسهولة أكبر عبرها، ويجعلها أكثر مرونة، ويقلل من ضغط الدم؛ ما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
- يحسن صحة الأمعاء: الشاي (الأخضر والأسود) أحد الأطعمة الطبيعية التي تحتوي على البريبيوتيك؛ ما يعني أنها تعزز أنواعًا أكثر صحة من البكتيريا في الأمعاء.
- يخفض نسبة السكر في الدم: رُبِط الاستهلاك اليومي للشاي بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وقد يرجع ذلك إلى مادة البوليفينول التي تعزز امتصاص الخلايا للجلوكوز ولها تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة.
- يقلل من خطر الإصابة بالسرطان: تساعد مادة البوليفينول الموجودة في الشاي الأسود في إبطاء تطور أنواع معينة من السرطان وتعزيز موت الخلايا السرطانية
- يساعدنا على التركيز: يحتوي الشاي على نحو 40-50 ملغ من الكافيين المعروف بتعزيز الذاكرة واليقظة والتركيز.
- يحسن النوم: منذ فترة طويلة رُبِط منقوع شاي الأعشاب الذي يحتوي على البابونج بالنوم الجيد أثناء الليل، كما وجدت الدراسات أن كوبين من الشاي العادي يمكن أن يساعد على تحسين نوعية النوم.
هناك العديد من مهرجانات وفعاليات الشاي المبهجة والنابضة بالحياة التي تقام في جميع أنحاء العالم، سلط موقع slurp الضوء على أبرزها كالتالي:
1- يوم الشاي الوطني بالمملكة المتحدة: يحتفل الناس في الـ21 من أبريل/نيسان من كل عام بيوم الشاي الوطني بإقامة حفلات الشاي بهدف تكريم أنواع الشاي التقليدية التي كانت موجودة منذ القرن السابع عشر.
2- مهرجان الشاي الأخضر في كوريا: يقام في فصل الربيع حيث يجتمع الناس من جميع أنحاء البلاد للاستمتاع بأنواع عديدة من الشاي الأخضر المزروع في هذه المنطقة الصغيرة من بوسونج.
3- مهرجان الشاي في الهند: يقام المهرجان، المعروف باسم "شاي جورهات"، في ولاية آسام خلال الفترة من نوفمبر إلى يناير، ويحتفل بمجموعة متنوعة من الشاي الهندي المشهور عالميًّا مع الموسيقى والشاي والمرح.
4- المعرض الدولي للشاي في تايوان: معرض سنوي يقام في الجزء الأول من شهر نوفمبر، ويستمر 4 أيام بهدف نشر الوعي بثقافة الشاي التايواني في جميع أنحاء العالم.
5- المهرجان الدولي للشاي بأمريكا: تستضيف لوس أنجلوس أحد أكبر مهرجانات الشاي في العالم، ويشهد أحداثًا غريبة، مثل: تذوق المأكولات بنكهة الشاي.
على مر العصور، تطورت العديد من عادات وطقوس شرب الشاي المختلفة في جميع أنحاء العالم، لكن من أبرزها:
1- الطقوس الصينية
سواء أكان ذلك حفل زفاف، أم لقاء عائليًّا، أم احتفالًا بالعام الجديد، فإن الشاي هو العنصر الأساس في التجمعات الاجتماعية الصينية.
ومن بين كل هذه الاحتفالات، يعد حفل شاي الزفاف هو الأكثر شهرة، ويتعين على العروس والعريس تقديم الشاي لعائلتيهما كوسيلة لإحياء ذكرى اتحاد الزوجين والترحيب رسميًّا بالزوج في الأسرة، ويُقَدَّم مع الشوكولاتة والمكسرات والتمر.
2- الطقوس اليابانية
يعد الشاي الأخضر في اليابان على طريقة "كوداواري"، وهو مصطلح يعني "السعي لتحقيق الكمال"، ومن ثم يصنع مع التوازن المثالي بين الحلاوة والمرارة مع إعداد الطاولة بشكل مثالي لاحتفالات الشاي، وعادة ما تستغرق مراسم الشاي الرسمية 4 ساعات حتى تنتهي.
ويتم أيضًا تقديم عشاء كايسيكي ريوري التقليدي متعدد الأطباق خلال هذه المناسبات الاحتفالية.
3- الطقوس الهندية
في الهند يعد الشاي مشروبًا شائعًا في المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وفي العديد من المناطق تتبع العروس الجديدة عادة صنع الشاي لأهل زوجها في صباح اليوم التالي للزفاف، وهو ما يشبه طقوس شاي الزفاف الصينية.
4- الطقوس البريطانية
شاي بعد الظهر عادة بريطانية نشأت في أوائل القرن التاسع عشر، وعادة ما تكون وجبة غداء صغيرة تتكون من المعجنات والكعك والسندويشات والشاي أو القهوة.
وفي هذه الأيام، يُقَدَّم الشاي بعد الظهر على نحو متكرر، مع الموسيقى الحية أو أشكال الترفيه الأخرى في الفنادق الفخمة ومقاهي الشاي.
5- الطقوس التركية
يُشْرَب الشاي التركي بضع مرات في اليوم، وهو عنصر أساس في الثقافة التركية، إذ تُستخدم أكواب فينكان لتقديم المشروبات بعد تخميرها في وعاء صغير çaydanlık.
ويُقَدَّم الشاي عادة في كوب مع البهجة التركية والماء، وعادة ما يكون الشاي أسود، وكبادرة حسن نية يُقَدَّم الشاي للضيوف على نحو متكرر، ويُنظر إليه على أنه رمز للضيافة.