أكد الإعلامي المصري محمود سعد أن الإعلام التقليدي بدأ يفقد مكانته لصالح الإعلام الجديد، الذي يعتمد بشكل رئيس على التكنولوجيا والشباب.
وأوضح أن الشباب، الذين يمثلون القوة الدافعة للإعلام الرقمي، أصبحوا يعتمدون على وسائل الإعلام الحديثة كمصادر رئيسة للأخبار والمعلومات.
كما أشار إلى أن النجاح في الإعلام يجب ألا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بجودة المحتوى وقدرته على التأثير الإيجابي في المجتمعات.
جاءت تصريحات محمود سعد في إطار جلسة بعنوان "من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد"، التي أُقيمت ضمن فعاليات قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي تُنظمها حكومة دولة الإمارات.
وتُعقد القمة في دبي تحت شعار "المحتوى الهادف"، وتجمع أكثر من 15 ألف صانع محتوى و420 متحدثاً من جميع أنحاء العالم. وتستمر فعالياتها من 11 إلى 13 يناير/كانون الثاني في عدة مواقع بارزة في المدينة.
وتناول سعد في كلمته إمكانيات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفها بأنها تحمل فرصًا هائلة، مشيراً إلى أن هذه المنصات يمكن أن تسهم في محو الأمية الإعلامية في العالم العربي.
لكنه أضاف أنه رغم هذه الفرص، يحتاج الإعلام الجديد إلى المزيد من الضوابط؛ فالتكنولوجيا الحديثة تتيح لأي شخص نشر ما يريد، ما قد يؤدي إلى انتشار محتوى غير هادف أو غير إيجابي.
واستكمل سعد بالحديث عن دور السوشيال ميديا في الإعلام الجديد، موضحاً أنها تتيح تواصلاً مباشراً مع الجمهور، وهو ما كان غائباً عن الإعلام التقليدي.
فقد اعتاد الإعلام التقليدي على تقديم المحتوى للجمهور دون معرفة ردود أفعاله الفورية، في حين أن الإعلام الرقمي يوفر معلومات دقيقة عن عدد المشاهدات والتفاعلات.
ومع ذلك، أشار إلى أن المشكلة تكمن في ربط النجاح بعدد المشاهدات فقط، دون النظر إلى جودة المحتوى.
وأضاف محمود سعد: أنا مع التطور، ولكنني أؤمن بأن المضمون هو الذي يبقى. الإعلام التقليدي قد يواجه تحديات أمام سرعة الإعلام الجديد، لكنه يبقى مدرسةً أساسية تعلمنا فيها الكثير من المبادئ الإعلامية.
وفي حديثه عن قمة المليار متابع، أكد سعد أنها تمثل فرصة مثالية لصناع المحتوى الشباب لتبادل الخبرات والتعاون مع قادة الصناعة.
وأوضح أن هذه القمة تتيح لهم التفاعل المباشر مع الخبراء، مما يعزز قدرتهم على ابتكار حلول جديدة، ويسهم في تسريع النمو الإبداعي في الإعلام الرقمي.
واختتم محمود سعد حديثه بالإشارة إلى أن هذه القمة تعكس الدور القيادي لدولة الإمارات في تطوير الإعلام الجديد وتعزيز الابتكار في صناعة المحتوى الرقمي.