توفي الأمريكي بول ألكسندر، المعروف باسم "الرجل ذو الرئة الحديدية"، الذي أذهل الأطباء وعاش لأكثر من 7 عقود في "رئة حديدية"، بعد إصابته بمرض قاتل عندما كان طفلا، عن عمر يناهز 78 عامًا.
ألكسندر واحد من بين الأطفال الذين وُضعوا داخل رئتين حديديتين أثناء تفشي مرض شلل الأطفال في الولايات المتحدة خلال الخمسينات من القرن الماضي، حيث بلغ عدد حالات الإصابة به حوالي 58 ألف حالة، معظمها من الأطفال.
واجه ألكسندر، المولود في العام 1946، بولاية تكساس، العديد من الأزمات؛ ففي عام 1952 أصيب بالشلل من الرقبة إلى الأسفل، ما جعله غير قادر على التنفس، ونُقل إلى المستشفى حتى استيقظ ليجد نفسه داخل الرئة الميكانيكية.
أثّر المرض في ألكسندر، الأمر الذي تطلب منه استخدام آلة للتنفس، وخضع لعملية جراحية طارئة لفتح القصبة الهوائية، كما وُضع في رئة حديدية لمساعدة جسده على مكافحة المرض القاتل.
غادر المرض جسد بول لكنه جعله غير قادر على التنفس بشكل مستقل، حتى وضعه الأطباء في الأسطوانة المعدنية من الرقبة إلى أخمص القدمين، حتى نهاية حياته.
اعتقد الأطباء، وفق صحف أمريكية، ألا يبقى ألكسندر على قيد الحياة لفترة طويلة كمعظم الناجين من شلل الأطفال، وتحديدًا من وُضعوا في رئتين حديديتين، غير أنه عاش عقودًا من الزمن، بعد فترة طويلة من اختراع لقاح شلل الأطفال في خمسينات القرن الماضي، الذي قضى على المرض.
عاش بول بـ"الرئة الحديدية" التي أطلق عليها اسم "الحصان الحديدي القديم"؛ إذ كان المنفاخ يمتص الهواء من الأسطوانة، ما أجبر رئتيه على التمدد واستنشاق الهواء.
ومع مرور الوقت، استبدل ألكسندر الرئة الحديدية بأجهزة التنفس الصناعي، لكنه بقي يعيش في الأسطوانة؛ لأنه "اعتاد ذلك"، حسب قوله.
تعلّم ألكسندر أن يتنفس بنفسه حتى تمكن من مغادرة الرئة فترات قصيرة من الزمن.
حاول بول ألكسندر إكمال حياته بشكل طبيعي، فقد التحق بجامعة جنوب ميثوديست في دالاس بتكساس، وفي 1984، حصل على شهادة في القانون من جامعة تكساس في أوستن، كما قُبل في نقابة المحامين بعد عامين، ومارس مهنة المحاماة لعقود من الزمن.
وقال ألكسندر لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية: كنت أعلم أنني إذا كنت سأفعل أي شيء في حياتي، فيجب أن يكون أمرا يعتمد على العقل. وفي ذلك العام، نشر مذكراته تحت عنوان "ثلاث دقائق لكلب: حياتي في الرئة الحديدية".
ووفقا لصفحة "GoFundMe" التي تم إعدادها للمساعدة في دفع تكاليف رعاية ألكسندر، فقد توفي يوم الاثنين 11 مارس/آذار الحالي.
وكتب منظم جمع التبرعات كريستوفر أولمر: بول، سوف نفتقدك ولكننا سنتذكرك دائما. شكرا لتقاسم قصتك معنا.
كما أعلنت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية أن بول ألكسندر هو أطول مريض يعيش داخل رئة حديدية.